كواليس الضغط السياسي على الحزب الديمقراطي.. تنازلات قسرية وتعهدات لتفكيك العقدة الدستورية

بغداد- العراق اليوم:

كشفت مصادر كردية مطلعة عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمفاوضات المكثفة التي خاضها الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال الساعات الماضية، في إطار المساعي الرامية لحسم الاستحقاقات الدستورية العالقة، وعلى رأسها ملف نائب رئيس مجلس النواب وانتخابات رئاسة الجمهورية.

وبحسب المصادر، فإن الحزب الديمقراطي دخل في مفاوضات ماراثونية امتدت من  ليومين متتاليين، رافقها حراك سياسي واسع واتصالات مكثفة أجراها زعيم الحزب مسعود بارزاني مع عدد من قادة الكتل والأحزاب السياسية، في محاولة لتمرير مرشحه لمنصب نائب رئيس البرلمان.

وأوضحت المصادر أن هذه المفاوضات واجهت تعقيدات كبيرة، دفعت أحد القيادات الشيعية المخضرمة إلى التدخل بشكل مباشر، مطالبًا بارزاني بتغيير مرشحه، وهو ما تم بالفعل بعد نقاشات مطولة، في خطوة وصفت بأنها أول تنازل واضح يقدمه الحزب ضمن هذا المسار.

غير أن التنازل لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تؤكد المصادر أن الخطوة الأبرز تمثلت بتعهد قدمه بارزاني بعدم عرقلة عملية انتخاب رئيس الجمهورية، وهو تعهد اعتبرته الأطراف السياسية مفصليا، نظرا لارتباط هذا الاستحقاق بتوازنات تشكيل حكومة إقليم كردستان ومستقبل إدارتها السياسية.

وتشير المعلومات إلى أن الحزب الديمقراطي لم يكن ميالًا لتقديم مثل هذا التعهد في السابق، كونه يمثل ورقة ضغط سياسية مهمة، إلا أن الضغوط المتزايدة، وسعي القوى السياسية إلى تفادي أزمة دستورية جديدة، دفعته إلى القبول بتسوية مؤلمة سياسياً لكنها ضرورية في هذه المرحلة.

وبحسب المصادر، فإن هذه التنازلات جاءت في سياق محاولات جدية لتفكيك عقدة الانسداد السياسي، وتسريع استكمال الاستحقاقات الدستورية، خاصة في ظل اقتراب المهل الزمنية التي أكدت المحكمة الاتحادية ضرورة الالتزام بها.