العراق اليوم – خاص:
يحاول “الأخوة – الأعداء”، بكامل قوتهم وقواهم، وجيوشهم الإعلامية، وذبابهم الإلكتروني، منذ أكثر من عام تقريباً، أن يهشموا صورة السوداني. نعم، إنهم يفعلون ذلك بكل ما يمكنهم فعله.
السوداني الذي حول قاموس الخراب والفساد والسرقات والفشل إلى نجاح، وحول بغداد في غضون عامين تقريباً إلى قبلة إعمار وبناء، تحول بنظر الشعب العراقي، الذي طال انتظاره، إلى بطل وطني، وزعيم مُنتظر، غاب في غياهب الجهل وسوء الإدارة، وظن الناس أن العراق خلا من رجل يمكن أن يحمل مقومات وكاريزما القائد، لكنه ظهر ونجح. فهل سيسكت الأخوة – الأعداء، وهم يرون أن هذا النجاح يذكرهم بفشلهم وفسادهم وازدراء الناس لهم؟ قطعاً لا.
استيقظوا من سباتهم، ودارت عجلات عملاقة، لا لتبني، إنما لتهدم المنجز وتهاجم الشاخص. ولذا أصبح “الطنين” عالياً صاخبا، وكان آخره ما شهدناه خلال اليومين الماضيين، فحينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سعيد بأن يرشحه العراق مع أكثر من 80 دولة لنيل جائزة نوبل للسلام، ثارت ثائرة هؤلاء، وكأنهم اكتشفوا سراً مخابراتياً خطيراً، ولم يكن الأمر سوى مجاملة دبلوماسية طبيعية في سياقات متعارف عليها.
فلمَ هذا الغضب؟ هل سمعوا بأسم ترامب للمرة الأولى مثلًا؟ هل العلاقة العلنية والظاهرية مع الرئيس الأمريكي جريمة؟ وإذا كانت كذلك، فهل نسي هؤلاء (الأخوة – الأعداء) أنهم انتخبوا ورجحوا كفة برهم صالح لرئاسة الجمهورية، وهذا الأخير التقى ترامب بعد أسابيع قليلة من حادثة استشهاد القادة على طريق المطار؟ لماذا بلعوا ألسنتهم وقتها، ولم نسمع لهم حسيساً ولا شكوى!
ولماذا صمتوا صمت أهل المقابر حين زار أبضاً مرشحهم، رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، البيت الأبيض في عهد ترامب، وصافحه وحادثه، وكانت وسائل إعلام “الأخوة – الأعداء” تنقل الحدث مباشرةً كمنجز لهم، واعتبروه اختراقاً دبلوماسياً فريدا؟ أم أن باء الآخرين تجر، وباء السوداني لا تجر؟ عجباً!
ثم أين كان هؤلاء المتباكون على جريمة المطار طوال الأعوام الماضية؟ هل تذكروها فجأة، أم أنها جزء من التوظيف السياسي والتنافس غير الشريف؟ ومع ذلك كله، هل تناسى “الأخوة – الأعداء” أن إيران ذاتها تسعى منذ زمن لإعادة التفاوض مع ترامب، تقديراً منها لمصالح شعبها وبحثاً عن صفقة استراتيجية تنهي مشاكلها؟ فلماذا يُراد للحاكم الشيعي في العراق أن يعارض العالم كله من أجل قضايا لا تهم بلده بشكل مباشر؟
ولماذا يمتدح “الأخوة – الأعداء” سياسات دول الخليج ويعدونها ناجحة دبلوماسيا، وهي تقدم المليارات من الدولارات إلى الإدارة الأمريكية لاسترضائها، فيما يعلو الصراخ على مجاملة دبلوماسية معلنة لها فوائدها ومردودها الإيجابي على العراق؟
في الواقع، إن أصل المشكلة في هذا الاستهداف الممنهج والمتكرر هو عداء شخصي من الجهات الفاشلة والفاسدة، التي أغضبها – كما قلنا – نجاح السوداني، والتفاف الشعب العراقي حوله، ومحبته التي انعكست في صناديق الاقتراع مؤخراً، مضافاً إليها القبول الإقليمي والدولي لشخصه، لذا واصل هؤلاء حملات الكذب والتضليل الإعلامي المأجور.
أما موضوع العقوبات المفروضة على حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله الحوثية، فهم يعرفون قبل غيرهم أن هذه العقوبات والتصنيفات مفروضة من قبل مجلس الأمن الدولي، لا من الحكومة العراقية أو القضاء. فلماذا يحاولون تصويرها كأنها قرار عراقي؟ ثم إن اللجنة المعنية بتحديد الكيانات المشمولة بالعقوبات الدولية هي في البنك المركزي العراقي، وليس للحكومة طرف أو عضو فيها. فلماذا يُستهدف السوداني بشخصه وحده؟ ثم إن رئيس الوزراء أمر على الفور بفتح تحقيق بما جرى، ومحاسبة المقصر في هذا الخلل الذي حدث في جريدة الوقائع العراقية، والذي قد يكون خطأً فنياً من موظف مختص، وسيتم اتخاذ الإجراء المناسب بحقه. لكن من يقف خلف هذا الهجوم الإعلامي الكاسح؟
واضح لدى المراقب أن الهجمة منظمة، ومتـصاعدة، ومنسّقة، قادها نواب ومنصات تواصل اجتماعي وسياسيون وقنوات تلفزيونية حزبية، ممولة من دولة خارجية، تهدف إلى تشويه صورة السوداني، وتتجاهل عمداً المواقف الشجاعة والمبدئية التي اتخذها طيلة الحرب الأخيرة، إذ كان الأعلى صوتًا، والأقوى في المواجهة السياسية والدبلوماسية، وكان موقف حكومته الأكثر حزمًا، والأكثر تعاطفاً مع شعبي فلسطين ولبنان، وإدانةً للعدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران، والوقوف بوجه الحملات الصهيونية.
والمفارقة المضحكة – المبكية – أن هؤلاء الذين تصاعدت أصواتهم الآن – نواب صدفة، قنوات أجيرة، ومدونون – هم أنفسهم من تصاعدت أصواتهم اعتراضاً على مبادرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حينما أعلن في مؤتمر القمة العربية في بغداد تبرع العراق بمبلغ 20 مليون دولار لدعم شعبي لبنان وفلسطين! فما حدا مما بدا ؟!
إن هذه الهجمات المتتالية والمتوالية والمتصاعدة هدفها واضح: التأثير على قناعة المنصفين في أحقية السوداني بتولي تشكيل الحكومة المقبلة، من خلال تشويه صورته ومنعه من إكمال الاستحقاق الدستوري المنصوص عليه بوضوح. لكن هذا الأمر لن يزيد السوداني إلا قوة وحماسة، وسيواصل عمله في خدمة العراق وشعبه، أينما كانت هذه الخدمة، وكيفما اقتضت المصلحة العليا للبلاد، التي رفع فيها السوداني شعاراً عظيماً: “العراق أولًا”.
لذا فإن “الأخوة – الأعداء” سيألمون كثيراً، لأن بوصلة بعضهم تنحرف كثيرًا عن بوصلة السوداني الوطنية الصلبة، كما نرى .
*
اضافة التعليق
كلما اشتدّ الهجوم… ظهر حجم قوة السوداني
السوداني يوافق على نقل مرضى من مستشفى الرشاد وإنشاء ثلاثة مستشفيات جديدة للأمراض النفسية في المحافظات
المفوضية توضح الية تعويض المقعد المستبعد وموعد صرف أجور مراقبي الانتخابات
خبير قانوني: رئيس الجمهورية ملزم بتكليف مرشح الكتلة الأكبر
دولة القانون: الرئاسات الثلاث لن تمر بسلة واحدة
الاتحاد الوطني الكردستاني يطالب بالتحقيق في أحداث الهركي