بغداد- العراق اليوم: من الكوارث الحقيقية التي لا تزال طي الكتمان، نتيجةً للفساد وقلة الأهتمام الحكومي، والغفلة الشعبية، هي ابراج الاتصالات المنصوبة في المناطق السكنية، والتي تعود ملكيتها الى شركات الاتصالات، ومنها شركة زين التي تستحوذ على حصة الأسد في قطاع الاتصالات في جنوب ووسط العراق، والعاصمة، اذ قامت هذه الشركة بنصب مئات آلاف ابراج تقوية الارسال، في مناطق سكنية مكتظة بالسكان، مع التحذيرات الحكومية الصحية من خطورتها على حياة المواطنين، الا أن سطوة هذه الشركة، وقوتها المالية، توفر لها حصانة على ما يبدو ضد القرارات الرسمية المطالبة برفع ابراجها، وأبعادها عن السكان، بعد انتشار امراض السرطان بشكل كبير، ودون أسباب واضحة. وتشير دراسات طبية الى ان الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة تسبب جلطات دماغية وقلبية، وأمراض سرطانية. وتزداد المداولات حول حقيقة التأثيرات السلبية لأبراج الهواتف النقالة مع انتشارها العشوائي في العاصمة بغداد والمدن العراقية الأخرى.وبحسب خبراء بيئة فان موجات (غير متأينة) تنبعث من الأبراج وتؤثر في صحة الإنسان، لاسيما وان الكثير من تلك الأبراج غير مرخصة بيئياً. وفي بعض مدن العراق ومنها ذي قار، طالبت دوائر البيئة شركات الهاتف الجوال بينها شركة (زين للاتصالات) وبقية الشركات، برفع أبراجها الرئيسية من داخل المدن إلى خارجها بسبب التخوف من تأثيراتها السرطانية، بموجب إحكام الفقرة رابعا من مادة 12 من قانون حماية وتحسين البيئة رقم 3 لعام 1997 المعدل الذي يحمي البيئة من مخاطر التلوث الإشعاعي. وفي دول العالم المتقدمة فان ترخيصا بيئياً يجب ان يتوفر لدى الشركة قبل شروعها في نصب أبراج الاتصال. ولا يعرف بالتحديد الحد الأقصى للإشعاع المسموح به في العراق. بينما لا تسمح الدول الأخرى بتجاوز الحد الأقصى المسموح به لحماية السكان من أية إخطار محتملة. وفي تقرير منشور، وجه الخبير الدولي بالصحة البيئية، البروفيسور محمد العبيدي، رسالة إلى الحكومة العراقية والبرلمان، نبه فيها إلى مخاطر أبراج الاتصالات اللاسلكية على صحة المواطنين، فيما طالب وزارة الصحة والبيئة على "العمل الفوري" لإجراء مسوحات صحية محلية بين الأشخاص في محيط أبراج الهاتف المحمول في العراق، وفي وبغداد على وجه الخصوص. وحذر الخبير في رسالة منشورة، من المخاطر الصحية المترتبة على إهمال الحكومة العراقية وتغاضيها عن نصب أبراج الاتصال فوق أسطح منازل المواطنين، فيما أشار إلى جملة من الأمراض التي سببتها تلك الأبراج. وقال العبيدي، وهو طبيب عراقي مغترب يعيش في بريطانيا، ومتخصص في الصحة البيئة، إن "من الأمور التي تؤرقني جدًا هي مشكلة أبراج الهاتف المحمول ومخاطرها الصحية على المواطن، وبعلم تام من قبل شركات الهاتف المحمول في العراق التي لا تدخر وسعًا سوى الاستمرار بنصب هذه الأبراج على أسطح مساكن المواطنين، وبأعداد كبيرة مسببة لهم مخاطر صحية جسيمة تصل إلى الإصابة بالسرطان". وأشار إلى أن "الخطورة هي معرفتي بأن وزارة الصحة والبيئة لا يوجد لديها قاعدة بيانات مضبوطة بأماكن نصب أبراج الهاتف المحمول وأعدادها بالضبط ومدى بعدها الواحد عن الآخر وفي أي منطقة سكنية كانت أو ستكون! وهذا ينطبق أيضًا على رئاسات مجالس المحافظات التي تزود شركات الهاتف النقال بالموافقة على نصب تلك الأبراج". وزاد الخبير "يعاني العديد من الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الأبراج من مشاكل صحية متزايدة بمستويات أقلها يصل إلى 0.05 فولت لكل متر، وخاصةً اضطرابات النوم والصداع والإرهاق والتغييرات السلوكية عند الأطفال، والصرع، ونزيف الأنف، والشكاوى الجلدية. وأدناه خلاصة لتقرير علمي بهذا الصدد عنوانه "اتحد الأطباء الألمان حول تأثير الموجات الراديوية المنبعثة من أبراج الهاتف المحمول"، وملخصه هو: اجتمع عدد من الأطباء الألمان معًا لتقديم ملاحظاتهم، حول التأثيرات الضارة على صحة المواطنين، والناتجة عن المجال الكهرومغناطيسي النبضي الذي تسببه أبراج الهاتف المحمول، إلى رئيس وزراء بافاريا الدكتور إدموند شتويبر". وختم العبيدي رسالته بالقول، إنه "إضافة إلى العديد من الدراسات العلمية، وبناء على المعلومات العلمية المؤكدة أعلاه فإني، كمتخصص بالصحة البيئية، أطالب وزارة الصحة والبيئة على العمل الفوري لإجراء مسوحات صحية محلية بين الأشخاص في المحطات الأساسية لأبراج الهاتف المحمول في العراق، وبغداد على وجه الخصوص لأن الكثير من الناس لا يعرفون عدد الأبراج بالقرب منهم. لذلك فإن الطريقة الوحيدة لمعرفة مدى تأثرهم بالإشعاعات الصادرة عنها هي قياس التعرض". وبعد ما تقدم، هل سنسمع اجراءات حكومية رادعة لتجاوز "زين" ونظيراتها على صحة المواطن العراقي، ام أنها أخر اهتمامات الجهات الحكومية؟!
الحلقات السابقة لفساد شركة زين :
http://iraqtoday.com/news/32740/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D9%85%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B2%D9%8A%D9%86---%D8%AA%D9%87%D8%B1%D8%A8-%D8%B6%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D8%B4%D8%A7%D9%88%D9%89-%D9%88%D9%85%D9%88%D8%AA-
..............................
http://iraqtoday.com/news/32772/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B2%D9%8A%D9%86--%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AA%D9%87%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A8%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%89-%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9---%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%AF%D9%8A
*
اضافة التعليق