بغداد- العراق اليوم:
الفريق الركن احمد الساعدي يكتب عن عراقية الجيش العراقي
انبثق الجيش العراقي من رحم هذا الشعب منذ تأسيسه عام 1921 والى هذا اليوم. وقد لوحظ في الاونة الاخيرة ظهور هجمات استهدفت الجيش العراقي الباسل عبر نعته بالجيش الشخصي للحكام، ولكن هذه النعوت يطلقها المتضرورن من احكام قبضة الجيش على الوضع الامني، ونجاحه بدحر الارهاب والسيطرة على الفوضى وافعال العصابات الاجرامية ونود التنويه والتذكير ببعض المواقف التي دلت وتدل على وطنية الجيش العراقي وولائه لوطنه وشعبه وليس كما يزعم الاخرون انه جيش رئيس الحكومة، ومن بين هذا الدلائل: الحركة الوطنية للجيش العراقي بزعامة الفريق بكر صدقي عام 1936 التي استهدفت الحكومة المرتبطة بالتاج البريطاني وغيرت بانتصارها حال الشعب العراقي في ذلك الوقت. حركة مايس عام 1941 بقيادة نخبة من الضباط ضد نظام الحكم المرتبط بشركة المستعمرات البريطانية. ثورة 14 تموز 1958 بقيادة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم التي اممت النفط واقرت قانون الاصلاح الزراعي وحررت الانسان العراقي من الاقطاع والتبعية للاجنبي. وبعد مرحلة الثورة هنالك شواهد كثيرة لايمكن حصرها بمقال عن الدور الوطني لهذا الجيش العظيم. أما اولئك الذين يوجهون سهام الاتهام والتشويه لسمعة وتاريخ هذا الجيش بإدعاء قمع الانتفاضة الوطنية عام 1991، فها نحن نقدم الادلة لهم ولكل من يحاول حصر الجيش بمنظور ضيق يخدم اغراض الحاكم ويقمع اهداف الشعب العراقي. فبعد انسحاب القوات العراقية من الكويت حل الجيش العراقي ولم يبق منه سوى وحدات ضعيفة متهاكلة ليس لديها القدرة على الحركة، وكانت هناك مجموعة من الضباط والجنود المشتتين، لم يشترك احد منهم بقمع الانتفاضة بل كان جيشنا مستاءاً وغاضبا من النظام الحاكم الدكتاتوري آنذاك، وقد حاول جيشنا الوطني فعلاً تغيير نظام الحكم عدة مرات بسلسلة من الانقلابات لكنها فشلت بسبب الوشاية سواء من الداخل او من الخارج، واذكر اهم المحاولات.. الممحاولة الاولى بقيادة اللواء الركن بارق الحاج حنطة واللواء صابر البياتي، لكنها اجهضت قبل ساعتين من التنفيذ، حيث تم اعتقال الضباط المشاركين، ثم اعدموا من قبل الطاغية شخصياً. اما المحاولة الثانية فهي قيام مجموعة من الضباط بقيادة اللواء الطيار الركن محمد مظلوم الدليمي مع 46 ضابطاً، وقد تم اعتقالهم جميعاً، حيث نفذ فيهم حكم الاعدام بشكل اجرامي فظيع. اما المحاولة الثالثة فقد قام بها نخبة من ابناء الجيش العراقي يقدر عددها ب 40 ضابطاً، بمحاولة انقلابية، لكن للأسف تمت الوشاية بهم، ومن وشى بهم كان طرف كردي عرف بعلاقاته السرية مع النظام الدكتاتوري، حيث تم اعتقالهم واعدموا بنفس اليوم. اما المحاولة الرابعة فقد قام بها النقيب سطم الجبوري وتم قمعها بعد وشاية احد طواقم الدبابات المكلف برمي المنصة التي يجلس عليها صدام في ذكرى 6 كانون. اما المحاولة الخامسة فقد قام بها اللواء الطبيب راجي التكريتي عام 1996 واعدم قادة المحاولة الانقلابية برمي اجسادهم للكلاب المسعورة. ان كل المحاولات التي ذكرت تؤكد اصالة الجيش العراقي وارتباطه بآلام شعبه سيما وان الدكتاتور صدام حسين لم يثق يوما بالجيش وقد انشأ جيوشاً بديلة لإحاطة نفسه ونظامه بسياج من الامن العالي، معتمداً على الحرس الخاص، وفدائيي صدام، والتنظيمات الحزبية المنتشرة بين المحافظات، ومنظمة منافقي خلق الايرانية والسحرة والمشعوذين. ان تاريخ الجيش العراقي مشرف في المواقف الوطنية، آخرها كانت عندما استنهض همته، مقاتلاً الدواعش واعوانهم في حرب شرسة قدم فيها الجيش العراقي خبراته الميدانية، فحقق انتصارات باهرة مثلما قدم شهداء بررة حيث افشل مؤامرة كبرى استهدفت العراق وشعبه، ولايتوهم احد بما يصفه اصحاب بعض العقول الضيقة والمريضة على اننا جيش الامريكان!! ان جيشنا لم تكن له اي صلة او رابطة مع الامريكان بقدر ماتعلق الامر بالتسليح والتجهيز والتعاون الاستخباراتي، مع تقديم الاسناد الجوي، وهي من اموال الشعب العراقي وليست هبة من الامريكان. واننا نؤكد للجميع الخطط التي نفذت بالحرب ضد داعش اعدت من قبل القيادات العراقية، ولم يكن اي دور للجهات التي ساعدتنا بقدر ما يتعلق الامر بالمشورة فقط. نعم، فجيشنا عراقي النبع والتكوين، وافراده هم ابناء العراق من اقصى جنوبه الى شماله، وعقيدتنا العسكرية عراقية وطنية مطلقة، وسنبقى نحن ابناء الجيش العراقي حماة الوطن وابنائه، ونبرأ امام الله والشعب والوطن من كل مجرم وخائن ارتكب حماقة بحق الشعب العراقي. الخلود لشهداء جيشنا الباسل الشفاء لجرحاه..
*
اضافة التعليق