بغداد- العراق اليوم: تعد تلعفر، التي تشكل هدف الهجوم الذي بدأته فصائل الحشد الشعبي قبل يومين، البلدة التركمانية الرئيسية في العراق.
ونظرا إلى موقعها المحوري بين منطقة الموصل والحدود السورية كحلقة وصل لـ"دولة الخلافة"، تتواجد تلعفر اليوم في قلب الصراع على النفوذ بين جارتي العراق القويتين، تركيا وإيران.
وفي ما يلي بعض الحقائق الأساسية عن تلك البلدة الإستراتيجية.
-الجغرافيا والتاريخ-
تقع تلعفر على بعد 380 كيلومترا إلى شمال غرب العاصمة بغداد، وتبعد نحو ستين كيلومترا إلى غرب الموصل، أكبر مدن الشمال العراقي.
ويعود تاريخ تلعفر إلى آلاف السنين، كما كانت جزءا من الامبراطورية الآشورية. وتضم البلدة قلعة من العهد العثماني تعرضت للضرر في العام 2014 حين فجر تنظيم داعش بعضا من أسوارها.
-السكان-
وقبل أن يسيطر التنظيم على البلدة مع بداية هجومه في حزيران/يونيو 2014، كان عدد سكان تلعفر يقدر بنحو مئتي ألف نسمة.
لم تصمد تلعفر، الجيب ذو الغالبية الشيعية في منطقة غالبيتها من السنة، إلا أياما عدة بعد سقوط الموصل بيد داعش.
غالبية هؤلاء السكان كانت من التركمان، إحدى اكبر الاقليات الإثنية في العراق.
وقد عمق هجوم داعش الصدع بين تركمان العراق على أسس طائفية.
فقد استهدف التنظيم شيعة تلعفر بشكل مباشر، فيما التحق بعض أبناء الأقلية السنية بالارهابيين، وعمدوا إلى تشكيل فرقة تحظى بسمعة سيئة داخل قيادة التنظيم في الموصل.
-التركيز الإقليمي-
وفي حين تتركز جهود قوات مكافحة الإرهاب والجيش وقوات الشرطة بالإضافة إلى قوات البشمركة الكردية على الموصل، تتجه أنظار فصائل الحشد الشعبي إلى تلعفر.
ووضعت تلك الفصائل هدفا معلنا، وهو استعادة السيطرة على البلدة، وقطع خطوط الامداد بين الموصل وسوريا.
لذا أصبحت تلعفر نقطة محورية لصراع النفوذ الإقليمي القائم وراء الكواليس مع تواصل معركة الموصل.
واعتبر مراقبون ان تقدم قوات الحشد الشعبي باتجاه تلعفر، قد يدفع بتركيا، التي لديها قواعد عسكرية في شمال العراق، الى التورط بشكل اكبر في معركة الموصل المتواصلة منذ أسبوعين، رغم أن دورها على مدى الأيام الماضية كان محدودا.