بغداد- العراق اليوم: عزيزي الاخ الفريق الاول الركن عبد الوهاب الساعدي المحترم
ارجو ان تقرا رسالتي بدقة في زمن تتبدل فيه المواقف وتتشابك المصالح، ويبقى معيار الرجولة الحقيقية ما سطرته المواقف الصادقة في ساحات القتال، وما قدمه الرجال الذين لم يبحثوا عن نعيم او امتياز بل حملوا العراق في قلوبهم قبل سلاحهم. ولعل ما تعرض له القائد الشجاع الفريق الاول عبد الوهاب الساعدي ( أبو إبراهيم) يمثل صورة واضحة لمظلومية كل من خدم الوطن بإخلاص وقدم شبابه وجهده، وسهر لياليه من اجل ان يبقى العراق حراً وآمناً. فهذه التضحيات لم تكن يوماً سعياً وراء قطعة ارض مميزة منحت إلى أهل المكاتب المترفين الذين لم يغادروا المنطقة الخضراء يوماً واحداً، ولا بحثاً عن منصب رنان وانما كانت التضحيات وفاء لوطن يستحق الحياة. لقد عرف العراقيون جميعاً حجم المعاناة التي تحملها ابناء السواتر الامامية الذين شكلوا جسداً واحداً في مواجهة الخطر، بينما كان آخرون يجوبون السفارات ويرسلون أبناءهم وعوائلهم إلى خارج البلد يعيشون في المدن البعيدة عن صليل الرصاص وغبار المعركة. بينما كانت اجساد المقاتلين مثقلة بالجروح ومبللة بعرق الصمود.. لقد كان الفاسدون يتسلقون على أكتافنا وهم ينعمون بترف الفنادق الفاخرة ويعيشون حياة لا يعرفون فيها معنى ان تقف وجهاً لوجه امام الموت. ورغم هذا الفارق بين من واجه الخطر، ومن تنعم بالرفاهية، بقي ابناء السواتر كباراً في نظر العراقيين يحملون لهم التقدير والاحترام والاعتراف بالجميل. اما من اختاروا البعد عن ساحات الواجب فقد بقوا صغارا في نظر انفسهم قبل ان يكونوا صغارا في نظر ابناء الشعب لأنهم يعرفون- في قرارة ذاتهم- حجم المساحة التي تفصلهم عن الرجال الذين صنعوا الفرق وحموا البلاد. واليوم قد يكون الزمن ميالاً لهم، ولكن الغد لا شك عليه.. فالدنيا لا تستقر على حال وعجلة الزمن لا تتوقف قطعاً، فهي تتحرك بسرعة مذهلة، تقلب الموازين، وتعيد ترتيب المشاهد كما تشاء. وما يظنه البعض قوة او نفوذاً ليس إلا مرحلة عابرة سرعان ما تتبدل حين يحين وقت العدل. حينها يحق الحق وتنكشف المواقف على حقيقتها ويعرف كل صاحب حق موضعه وكل ذي باطل حدوده. ومن عرف قيمة التضحية سيجد ان الجزاء محفوظ عند من لا تضيع عنده الودائع، وأن الاعتبار الحقيقي في خاتمة المسار لا في لحظات القوة العابرة. وهكذا يبقى القائد الوطني، وكل رفاقه رموزاً في ذاكرة الوطن، بينما تتساقط الاسماء التي صنعت مجداً زائفاً بين المكاتب والفنادق ويبقى التاريخ وحده قادراً على ان يرفع من يستحق الرفع ويخفض من وضع نفسه في غير موضع الرجال الشجعان. أخي الغالي ابا إبراهيم .. بالرغم من مرارة حديثكم التي عادت بنا للوراء عندما كنا نقاتل على حدود المنطقة الخضراء لأجل ارساء وتمكين النظام الديمقراطي بالعراق وتحقيق الامن والاستقرار، فتلك الأيام القاسية حتماً يكتبها التاريخ وياتي يوما تتداولها الأجيال من بعدنا ..
*
اضافة التعليق
بالفيديو .. بطل التحرير عبد الوهاب الساعدي يروي طرفة عن حادثة من المواجهة مع داعش
مصدر يكشف خمسة مكاسب بضربة واحدة تتحقّق بالتمديد للسوداني: حل مثالي للإطار التنسيقي
مارك سافايا .. يضع النقاط على الحروف ويرسم بفرشاة ترامب مستقبل العراق للمرحلة القادمة ..
النزاهة: ضبط (١٠) موظفين لمخالفتهم واجبات وظیفتهم في النجف
الأمم المتحدة تختار الرئيس العراقي السابق مبعوثا لشؤون اللاجئين
المرجع السيستاني يعاود استقبال الزائرين