وزارة النفط وحيتان الفساد ...علي خضير العمري حوت جديد ينضم للقائمة

بغداد- العراق اليوم:

ما  ان اعلنت وزارة النفط العراقية، عن تأسيس  شركة نفط ذي قار، لتنفصل عن شركة نفط الجنوب، أسوةً بشركة نفط ميسان، حتى بدأ الصراع يتصاعد على المنصب الجديد، الذي يجب إن يشغله بحسب القانون والأعراف الإدارية المرعية في الدولة العراقية،  موظف ذو خبرة طويلة واختصاص واضح، فضلاً عن سجل وظيفي لا شائبة فيه، ولا شكوك، لكن ضغوطاً هائلة مورست على وزير النفط الحالي جبار لعيبي حيدته عن هذا التوجه، بل وأوصلت شخصية عليها أكثر من علامة استفهام لنيل هذا المنصب دون وجه حق، سوى كونه محازب للمجلس الأعلى الذي أتى بالوزير لعيبي لهذا المنصب .

وبحسب مصدر مطلع تحدث لـ " العراق اليوم " فأن " ضغوطاً  كبيرة تعرض لها الوزير جبار لعيبي أجبرته على اختيار  علي خضير العمري بمهام مدير شركة نفط ذي قار رغم إن الأخير  لديه قيد جنائي ومحروم من الانتخابات البرلمانية الماضية".

ووفقاً لكتاب التعيين الذي حصل " العراق اليوم" على نسخة منه، والموقع من قبل وزير النفط، نص على ما يلي "  بناءاً على مقتضيات العمل تقرر، أولا: تكليف السيد علي  خضير عباس العبودي/ م.ر مهندسين بمهام مدير عام شركة نفط ذي قار "وكالة"، ثانيا ينفذ الأمر ابتداء من تاريخه أعلاه.

المصدر أوضح في حديثه لـ " العراق اليوم"  إن"وزارة النفط اختارت المدعو علي خضير العمري مديرا لشركة نفط ذي قار وهو من مواليد مدينة الشطرة ويشغل منصب رئيس قسم في شركة نفط الجنوب في البصرة على الرغم من وجود أسباب قانونية ومهنية تمنع توليه مثل المنصب الحساس  ".

وبين إن  "هناك امتعاضا بين منتسبي شركة نفط ذي قار،  كون العمري  لا يستحق هذا المنصب فضلا عن عدم مقبوليته من قبل مجلس محافظة ذي قار والحكومة المحلية، الامر الذي سيمنع تفاعل هذه الجهات مع الشركة الفتية " .

وتساءل المصدر عن كيفية تعيين مثل هذا الشخص في منصب كهذاً، مؤكداً  ان  "المدير الحالي  علي خضير   لديه قيد جنائي يمنعه من تولي اي مسؤولية او إدارة عامة، فضلاً عن انه مطرود  من انتخابات مجلس النواب الماضية حيث ترشح  ضمن كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى مع قائمة الراحل احمد الجلبي".

المصدر استغرب ايضاً  من إصرار المجلس الأعلى ووزارة  النفط العراقية على طرد الكفاءات الوطنية، وإحلال شخصيات فاسدة وضعيفة مكانها، متوقعاً ان تواجه شركة نفط ذي قار تعثراً كبيراً خلال الفترة المقبلة، وبدلاً من أن تصبح عاملاً اقتصادياً لمحافظة ذي قار، فأنها ستصبح محط تقاطع ومشاكل بين مختلف الجهات المهنية والسياسية في المحافظة".

ورأى ان " المجلس الأعلى استغنى عن خدمات جليلة للكثير من الشخصيات المهنية والأكاديمية المحترفة التي كان من المؤمل ان تحقق طفرة نوعية في مسيرة هذه الشركة، ولكن آفة المحاصصة أبعدت الكثير من الكفاءات كمدير هيئة حقول نفط ذي قار السابق المهندس كريم ياسر والذي يعد من الملاكات الهندسية المحترفة وهو من مؤسسي شركة نفط ذي قار فضلا عن كونه عضوا في GMC المختصة بإنتاج النفط واستكشافه، وعضو مفاوض  مع شركات النفط الأجنبية العالمية، والذي هُمش الان واقصي من مفاصل العمل، فضلاً عن شخصيات مهنية أخرى قادرة على إدارة دفة الشركة أبعدتها المحسوبية وسوء الاختيار وترجيح مبدأ المحاصصة على العمل المهني الناجح".

ومهما يكن من ملابسات بشأن التعيين ومخالفته للضوابط والأعراف الوظيفية، لكن ما وصل لـ " العراق اليوم" من معلومات مؤكدة عن وجود صفقات فساد مالي وادري بدأت تستشري في مفاصل الشركة تحت الإدارة الحالية والتي لم تمض سوى أشهر معدودة يكشف عن المشكلة الكبيرة التي ستواجهها الشركة، في ظل ادارة فاسدة وحزبية وبعيدة عن التخصص، وسيفرد " العراق اليوم" حلقات متتالية عما وصله من معلومات في قابل الايام . 

 

علق هنا