خطاب مفتوح إلى رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم الكابتن عدنان درجال

بغداد- العراق اليوم:

داود عبد زاير

قبل فوات الأوان .. يا درجال

عُدَّ العُدَّةَ بالفِرْجارِ والرِّجال

سعادة الكابتن عدنان درجال المحترم،

تحية وطنية صادقة،

أكتب إليكم اليوم لا بصفتي مشجعًا فحسب، بل كمواطنٍ غيورٍ على وطنه، يحمل همَّ كرتنا العراقية التي لطالما كانت مصدر فخرٍ واعتزازٍ لكل العراقيين.

في عام 1993، كان منتخبنا الوطني قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى نهائيات كأس العالم. لكن، وللأسف، ضاعت تلك الفرصة الذهبية بسبب أخطاء تكتيكية مصيرية.

في مباراة العراق ضد كوريا الشمالية بتاريخ 15 أكتوبر 1993، ضمن المرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم، تم استبدال اللاعب نعيم صدام في الدقيقة 55 بعد طرد سعد عبد الحميد، ودخل بدلًا منه كريم سلمان. بعد هذا التبديل، اختل التوازن في خط الوسط، واستغلت كوريا الشمالية الفراغ وسجلت ثلاثة أهداف خلال 15 دقيقة فقط، لتقلب النتيجة من خسارة 2-0 إلى فوز 3-2. ومعها تبخّر حلم التأهل، الذي لا يزال حاضرًا في ذاكرتنا الوطنية حتى اليوم.

حينها، كان القرار في يدكم، ومع كامل الاحترام، فإن تبعاته لا تزال تُروى كدرسٍ في أهمية التقدير الدقيق للمواقف واللحظات الحاسمة.

واليوم، وبعد أكثر من ثلاثين عامًا، يخالجنا الشعور نفسه. نخاف أن يعيد التاريخ نفسه في عام 2025، في وقتٍ نأمل فيه أن نستعيد بريق الكرة العراقية. ولكن هذه المرة، الرهان ليس فقط على المنتخب، بل على اسمكم وتاريخكم الكروي والإداري أيضًا.

من منطلق الحرص والمسؤولية، أرجو منكم النظر بجدية إلى مقترحٍ عملي قد يفتح آفاقًا جديدة أمام المنتخب، ويعيد الثقة للجماهير:

أقترح إقامة بطولة مصغّرة داخلية لمدة شهر واحد، تُقسَّم فيها لاعبو المنتخب إلى أربع فرق (أ، ب، ج، د)، بإشراف 3 إلى 4 مدربين وطنيين.

أهداف هذه المبادرة:

    •    منح اللاعبين الفرصة لإثبات قدراتهم على أرض الملعب، لا بالأسماء فقط.

    •    إتاحة مساحة للمدربين لاكتشاف الأفضل بناءً على الأداء الواقعي.

    •    إعادة الثقة للجماهير وإشراكهم في رؤية تطور المنتخب.

    •    الوصول إلى التشكيلة المثالية لتمثيل العراق في الاستحقاقات القادمة.

هذه المبادرة ليست مجرد فكرة، بل فرصة لتغيير المسار، واختيار “رجال المرحلة” القادرين على تحقيق تطلعات شعب بأكمله.

سعادة الكابتن،

أمامكم اليوم فرصة تاريخية لاتخاذ قرار شجاع يُحسَب لكم، لا عليكم. قرار قد يصنع الفارق بين خيبةٍ أخرى، أو حلمٍ يتحقّق طال انتظاره.

لكم كامل الاحترام والتقدير، وكلنا أملٌ في أن تكونوا على قدر الثقة والمسؤولية.

علق هنا