بغداد- العراق اليوم: أياد السماوي في خطوة مفاجئة ، أعلنت الحكومة العراقية على لسان القائد العام للقوات المسلّحة محمد شياع السوداني ، الإفراج عن الروسية - الإسرائيلية ( إليزابيث تورسكوف ) ، ويأتي الإفراج عن تورسكوف بعد جهود أمنيّة واستخبارية متميزة قادها وأشرف عليها القائد العام للقوات المسلّحة محمد شياع السوداني ، ويأتي هذا الإنجاز الأمني المهم والذي لا يقلّ عن أيّ إنجاز خدمي أو اقتصادي ، في ظروف سياسية وأمنية غاية في الحساسية والتعقيد تمر بها المنطقة ، والحقيقة أنّ الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية وعدم إعطاء المبررات والذرائع للاعتداء على بلدنا وشعبنا وكذلك الضغط الحكومي بالبحث عن المختطفة تورسكوف من أجل الإفراج عنها ، والمتغيرات الأمنية والسياسية التي تمر بها المنطقة ، كلّها عوامل قد تظافرت وأسهمت بالإفراج عن المختطفة تورسكوف .. ومن هنا يبرز دور الحكومة العراقية التي عملت خلال الفترة الماضية على تكريس مفهوم الأمن السياسي وترسيخ الاستقرار والاعتدال ، فالعراق الذي عانى طويلا من الحروب والنزاعات الطائفية والمشاحنات السياسية ، بات اليوم أكثر اقترابا من لغة التوازن والتهدئة ، هذه السياسة التي ستحمي البلاد من الانزلاق في صراعات جديدة ، ومنحت العراقيين شعورا طال انتظاره بأنّ الدولة قادرة على إدارة الملّفات الحساسة بعقلانية وبعد نظر .. وبهذا فإنّ الإفراج عن تورسكوف لا يقل أهمية ووزنا عن أي إنجاز عمراني قامت به حكومة السوداني ، فهو إنجاز سياسي يحسب للسوداني وحكومته ، لأنّه عززّ صورة العراق كدولة تسعى إلى الاستقرار والاعتدال لا إلى الدخول في حروب مع الآخرين ، وفي بلد متعطش إلى الاستقرار بعد عقود من النزاعات ، فإنّ كلّ خطوة تبعده عن دائرة الصراعات هي بحد ذاتها إنجاز وطني يستحق الوقوف عنده .. فتحيّة من القلب السوداني الذي أنجز هذا الإنجاز الأمني والسياسي ..
*
اضافة التعليق