بغداد- العراق اليوم:
الأطراف المقاومة والقوى المحتلة.
هذه الدعوات تأتي في إطار الإحساس المتنامي بين أبناء الشعوب العربية والإسلامية بأن القضية الفلسطينية وما يجري في لبنان يمثلان معركة مصيرية تخوضها هاتان الدولتان نيابة عن الأمة بأسرها.
منذ اندلاع الأزمات المتتالية في الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين والحصار الاقتصادي والسياسي الذي يواجهه لبنان، بدأت أصوات شعبية من مختلف الدول العربية والإسلامية تعبر عن غضبها واستيائها تجاه ما وصفته بالصمت الدولي والعربي تجاه ما يحدث.
وأطلقت دعوات لتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعبين الفلسطيني واللبناني، معتبرة أن القضية لم تعد مجرد صراع محلي، بل معركة أوسع تتعلق بمصير الأمة العربية والإسلامية.
أبناء الشعوب العربية، خصوصاً تلك التي تعاني من القمع والاستبداد، لم يكتفوا بإظهار دعمهم للقضية الفلسطينية واللبنانية فقط، بل وجهوا انتقادات لاذعة لأنظمتهم التي يتهمونها بالتخاذل أو التواطؤ مع القوى الأجنبية. هذه الانتقادات تتمحور حول العجز عن اتخاذ مواقف قوية تجاه الكوارث التي يتعرض لها الشعبان الفلسطيني واللبناني، حيث تعتبر كثير من الأصوات الشعبية أن السياسات العربية الراهنة قد أسهمت في تعزيز الهيمنة الأجنبية في المنطقة، وإضعاف القدرة على التصدي للاحتلال والقمع.
الدعوات للتضامن ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر إلحاحاً في ظل الوضع الراهن، حيث تتعرض شعوب فلسطين ولبنان لضغوط هائلة على مختلف الأصعدة. في فلسطين، يستمر الاحتلال الإسرائيلي في توسيع المستوطنات وفرض حصار خانق على قطاع غزة، مما يفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يواجه محاولات مستمرة لإجهاض حقوقه التاريخية. وفي لبنان، تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، إلى جانب التهديدات المستمرة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، ما يجعل الوضع في المنطقة أكثر تعقيداً.
الأصوات الشعبية، التي تعتبر هذه المعركة قضية أمة، تدعو إلى ضرورة التحرك العاجل والفاعل من قِبل الحكومات والشعوب العربية والإسلامية لدعم صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية. ويرى العديد من الناشطين أن هذا التضامن يجب أن يتجاوز الدعم اللفظي ليشمل المساعدات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، بالإضافة إلى الحشد الدولي لتسليط الضوء على الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب المستضعفة في المنطقة.
في هذا السياق، يشير محللون سياسيون إلى أن هذه الدعوات الشعبية قد تكون بداية لتحرك جماعي يعيد توجيه بوصلة الصراع نحو قضية العرب الأولى، ويعيد إحياء روح الوحدة والتضامن بين الشعوب العربية والإسلامية، في مواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها.
*
اضافة التعليق