بغداد- العراق اليوم:
تشهد الساحة العراقية حراكاً متزايداً وتفاعلاً كبيراً مع التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون.
هذه الصرخة التي أطلقها بوجه الفساد والفاسدين، والتي حذر فيها من أن البلاد قد وصلت إلى مرحلة لا يمكن الاستمرار فيها إذا بقيت الأمور على حالها، أوجدت صدى واسعاً في الشارع العراقي، ولاقت ردود فعل متباينة بين التأييد والمساندة.
القاضي حنون، الذي خرج عن صمته ليعلن صراحةً أن الفساد أصبح يشكل خطراً حقيقياً على مستقبل الدولة، أكد أن هذه الآفة قد استنزفت موارد البلاد وأن صمت القوى السياسية لم يعد مقبولاً.
في حديثه الأخير، أشار حنون إلى أن التراخي في مواجهة الفساد قد يؤدي إلى نتائج كارثية على جميع الأصعدة، ودعا إلى وقفة جادة وحاسمة لإنقاذ العراق من هذا المستنقع.
مواقف
علاء الشيخ علي، أحد سكان مدينة القاضي حنون، والذي يعرفه عن قرب منذ سنوات، تحدث عن شخصية رئيس هيئة النزاهة قائلاً: "القاضي حيدر حنون رجل وطني ومهني، عرفته منذ صغري وجاورته لسنوات، لا أشكك في نزاهته. هو لا يجامل أحداً ولا يخاف في الحق لومة لائم، وهذا ما رأيناه في صرخته الأخيرة التي كانت بمثابة دعوة للجميع لتحمل مسؤولياتهم".
في المقابل، علق ثائر الموسوي قائلاً: "الم أقل لكم أحبتي؟ صرخة رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون: 'نحن مستضعفون!'، عندما يسمع المواطن الفقير هذه الكلمات، ماذا يقول برأيكم؟ المصيبة أصبحت جلية، والفساد نخر في جسد الدولة".
أحمد يوسف الفهداوي، أحد الناشطين في المجتمع المدني، أعرب عن دعمه الكامل للقاضي حنون، مشيراً إلى أن هذه الصرخة تعكس حجم الفساد المستشري في البلاد وهيمنة الفاسدين على مقدراتها.
يقول الفهداوي: "صرخة اليوم يجب أن تحظى بمساندة الحكومة وأبناء الشعب العراقي، للقضاء على انتشار الفساد الإداري والمالي. الفساد بات يشكل الخطر الأكبر على مستقبل العراق، ولا يمكن للدولة أن تتقدم في ظل استمراره". كما أضاف هاشتاغ: *#الشعب_يدعم_ويساند_جهود_هيئة_النزاهة*.
تداعيات المحتملة
الحقوقي ياسر الزوبعي تحدث عن التداعيات المحتملة لهذه الصرخة، مشيراً إلى أن صرخة القاضي حيدر حنون لن تمر مرور الكرام، وستكون لها آثار كبيرة على المستوى السياسي والإعلامي.
قال الزوبعي: "صرخة القاضي حنون وضعت الجميع في موقف صعب، فمنذ أن أطلق تصريحاته ونحن نرى تفاعلات متعددة، لكن الأهم هو أن نرى نتائج ملموسة على الأرض".
وفي السياق ذاته، علق الحقوقي علي عبد الأمير قائلاً: "صرخة رئيس هيئة النزاهة يجب أن تصل إلى الشعب بكل تفاصيلها، نحن جميعاً نقف خلفه في معركته ضد الفساد. هذه الصرخة هي صرخة حق ويجب أن يفهمها الجميع، فالفساد ليس قضية شخصية، بل هو قضية وطنية تخص كل مواطن".
صرخة تحرك المياه الراكدة
ما بين أصوات التأييد والتحذير، يبقى حديث القاضي حيدر حنون حديث الشارع، حيث لم تقتصر ردود الفعل على المواطنين فحسب، بل امتدت إلى الأروقة السياسية، حيث أصبحت تصريحاته محط نقاش مستمر.
الأوساط السياسية باتت تشعر بضغط أكبر، خاصة مع ازدياد الأصوات الداعية لاتخاذ إجراءات جادة لمكافحة الفساد، سواء من خلال دعم هيئة النزاهة أو من خلال إقرار قوانين وتشريعات صارمة تضمن محاسبة الفاسدين.
إن صرخة القاضي حيدر حنون لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل هي جرس إنذار جديد يضاف إلى قائمة التحذيرات التي أُطلقت على مدى السنوات الماضية.
فهل تستجيب القوى السياسية لهذا النداء وتتحمل مسؤولياتها الوطنية؟ أم أن الفساد سيظل يسير كالسيف المسلط على رقاب العراقيين؟ فقط الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الإجابة.
*
اضافة التعليق