بغداد- العراق اليوم: في ظل تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في العراق، وجهت مجموعة من المثقفين والنخب العراقية دعوة عاجلة إلى القوى السياسية الوطنية، و مجلس النواب، والحكومة العراقية، لدعم رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون، الذي يُنظر إليه كشخصية وطنية وضعت إصبعها على الجرح العميق للفساد المستشري في البلاد.
وجاءت هذه الدعوة في وقت حساس حيث تزايدت مخاوف الشارع العراقي من محاولات لتهميش دور القاضي حنون، الذي أصبح رمزاً لمكافحة الفساد في العراق.
دعم أكاديمي
أكد الدكتور محمد الربيعي، أستاذ العلوم السياسية، أن "ما يقوم به القاضي حيدر حنون هو ما يحتاجه العراق في هذا الوقت الحرج.
واضاف " لقد كشف المستور ولم يخش مواجهة أي شخصية أو جهة، وهذا النوع من الجرأة هو بالضبط ما يحتاجه العراق لإصلاح مؤسساته الكارثية". وتابع الربيعي: "إن أي محاولة للمساس به أو إضعاف دوره ستؤدي إلى فقدان الأمل في الإصلاح وستترك العراق فريسة للفساد والمحسوبية."
من جانبه، أشار الكاتب والصحفي علي السامرائي إلى أن "القاضي حنون يُعتبر الآن في نظر الشارع العراقي رمزاً للشجاعة والنزاهة والوطنية.
واضاف "لقد أطلق صرخة واضحة ضد الفساد وأعلنها مدوية في وجه الجميع". وأشار : " إن دعم هذا الرجل هو واجب وطني على كل من يؤمن بإمكانية تحقيق العدالة في هذا البلد".
وواصل السامرائي: "إننا كصحفيين يجب أن نكون حراساً لهذه الجهود وأن ندافع عن القاضي حنون بكل ما أوتينا من قوة". موقف العشائر
أما الشيخ عادل الكعبي، أحد شيوخ المعروفين في جنوب العراق، فقد عبر عن دعمه الكامل للقاضي حنون قائلاً: "لقد أظهرت العشائر العراقية دائماً موقفاً واضحاً من الفساد، ونحن ندعم هذا القاضي الشجاع بكل ما نملك".
واضاف " إن المساس به لن يكون فقط استفزازاً للشعب، بل هو تهديد مباشر للاستقرار الاجتماعي في العراق."
وأكد الكعبي أن "العشائر ستكون في الصف الأول للدفاع عن العدالة".
تحذير من انفجار شعبي
من جانبه، حذر الناشط السياسي سعد الهاشمي من تداعيات تجاهل هذه الدعوات قائلاً: "نحن نعيش في فترة غليان شعبي، وأي مساس بالقاضي حنون سيؤدي إلى ثورة عارمة.
واضاف" لقد ضاق الشعب ذرعاً بالفساد، والقاضي حنون يمثل الأمل الأخير لكثيرين".
وأضاف الهاشمي: "الحكومة والقوى السياسية بحاجة إلى الاستماع إلى صوت الشارع ودعم هذا الرجل قبل أن يفوت الأوان". رأي المواطن
في نفس السياق، عبر المواطن حسين الجبوري، من أهالي بغداد، عن مخاوفه قائلاً: "أنا كمواطن بسيط أرى في القاضي حنون رمزاً للعدالة.
و أضاف " لقد رأينا جميعاً كيف أنه لم يخشَ أحداً وهو يكشف عن ملفات الفساد. إننا نطالب الحكومة والبرلمان بدعمه وحمايته بكل ما أوتي من قوة، لأننا نعلم أن ضياع العراق سيكون قريباً إذا تم تهميشه وتهميش أمثاله".
و يبدو أن الوضع في العراق قد وصل إلى مفترق طرق خطير، حيث تتزايد الضغوط لدعم القاضي حيدر حنون في مواجهة الفساد، بينما ينتظر الشارع العراقي ما ستؤول إليه الأيام المقبلة.
فهل ستستجيب القوى السياسية والحكومة لهذه الدعوات، أم سيُترك القاضي وحيداً في مواجهة رياح الفساد العاتية؟
*
اضافة التعليق