بغداد- العراق اليوم:
فالح حسون الدراجي
افتتاحية جريدة الحقيقة أولاً وقبل كل شيء، أودّ أن أنوه وأعلن، بل وأجدد إعلان الحب والعشق والهيام لفريق نادي برشلونة الإسباني، سواءً فاز هذا الفريق أم خسر في البطولات المحلية والاوربية، والعالمية، وسواءً خسر أمام ريال مدريد أو امام خيتافي، أو حتى لو يخسر مع فريق ( ناشئة حاتم)، لأن حبي، وحب أي برشلوني آخر لا يحدده الفوز بالبطولات، ولا يتأثر قط بعدد النكبات التي يتعرض لها.. لقد عشقنا برشلونة عندما كان (يكفخ) بفريق نادي مدريد مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وعشقناه، وهو يخسر مع نادي بايرن ميونخ بثمانية اهداف، وبقينا نعشقه حين خسر هذا الموسم ثلاث مرات مع الفريق الملكي، وسنظل نعشقه حتى وهو يهزم امام نادي جيرونا باربعة اهداف لهدفين في الذهاب والإياب، وسنبقى نحبه حتى لو يخسر مع نادي (الفحيحيل).. والسبب، أن حبه لم يدخل قلوبنا عن طريق المكاسب أو لمعان الكؤوس، إنما أحببناه لأنه فريق عظيم، يلعب كرة مختلفة، ويتميز لاعبوه بمهارات واخلاق وأسلوب فني مذهل، ولنا في ميسي أعظم مثال نضربه، فهذا اللاعب الأسطوري يشبه نادي برشلونة إلى حد كبير، بحيث لاتستطيع التمييز والمقارنة بين روعة ميسي وروعة برشلونة.. وكذلك بقية اللاعبين الذين مروا على البرشا طيلة أكثر من قرن، فكلهم (حلوين) وماهرون مثل نادينا الجميل .. ومن الأمثال التي تضرب (وتقاس) أحياناً، يمكن لي أن أُشبّه أيضاً نادي برشلونة بالحزب الشيوعي العراقي، خصوصاً في نواحي الحب والولاء والايمان الجماهيري المطلق.. فأنا مثلاً - ومعي مئات الآلاف من العراقيين- أحببنا الحزب الشيوعي، لأفكاره ومبادئه وقيمه الوطنية والإنسانية العظيمة، ولم نكن نطمع في يوم من الأيام بمنصب او بوظيفة من خلال انتمائنا الروحي والمادي لهذا الحزب.. بل على العكس من ذلك، فقد وضعنا (الموت) لأجله وفي سبيل مبادئه في أول أولوياتنا، حتى أن الشاعر الراحل كاظم السعدي كتب أغنية أداها الفنان الراحل جعفر حسن يقول فيها: (اليمشي بدربنا شيشوف ياابو علي)؟ فيجيبه الكورس: (لو موت لو سعادة) ..! وطبعاً هو يقصد سعادة الشعب، من خلال شعار الحزب المعروف للجميع (وطن حر وشعب سعيد) . إذن، فإن حبنا وولاءنا لفريق برشلونة لا يتزحزح ولن يتراجع قيد أنملة، كما هو الحال في حبنا وولائنا لأشياء عظيمة في حياتنا، مثل وطننا وفكرنا وأمهاتنا ومقدساتنا وغير ذلك من الأشياء النبيلة والعظيمة. لقد سقت هذه المقدمة الطويلة لأغلق من خلالها الباب في وجه ( الشمات) من الذين يعتقدون مجرد اعتقاد أننا قد نتخلى عن حب البرشا بعد هذه الخسارات لاسمح الله ..! كلا، فنحن جمهور البرشا لم ولن نتخلى عن حبنا قط، ولكن هذا الحب لا يمنعنا من أن نعتب ونلوم وننتقد إدارات نادي برشلونة عندما نجد أنها مقصرة في أداء واجباتها، أو أنها تفضل - مصالحها - على مصلحة نادي برشلونة .. إذ ليس من المعقول ان نصمت مثلاً على فساد هذه الإدارات، أو نسكت عليها ونحن نراها غاطسة في وحل بركة منافعها الشخصية، بينما النادي يغرق امامها دون ان تحرك ساكناً لإنقاذه.. إن رئيس النادي الحالي خوان لابورتا الذي يعد واحداً من أكبر أسباب تراجع مستوى وسمعة وهيبة برشلونة.. هو شاطر في التخدير واللعب على العواطف عبر إطلاق الوعود الكاذبة.. فهو الذي كذب علينا مثلاً في قضية تجديد عقد ميسي، وهو الذي كذب علينا أيضاً حين وعدنا (بالسداسية) ولم يخرج إلا (بالصفرية)، وهو الذي كذب علينا في موضوع المدرب (الفاشل) تشافي، ومازال يكذب كل يوم دون أن يستحي على نفسه وهو يرى مختلف الأعاجيب والمعجزات التي يصنعها رئيس نادي ريال مدريد، واقصد به الثعلب العجوز (بيريز ) ..! ففي الوقت الذي يتعاقد فيه بيريز -وينجح- لوحده في جلب أخطر مهاجم في العالم بالوقت الحالي - إمبابي- وهو أمر لم يكن سهلاً قطعاً، خاصة إذا ما علمنا أن كلاً من الرئيس الفرنسي ماكرون وأمير قطر تميم، والمال القطري الوفير، وجماهير فرنسا المحمومة، واعلام الدوحة وباريس، وغيرهم من (اللوگية) العرب، سعوا جميعاً إلى افشال صفقة الريال مع امبابي، لكن بيريز الداهية انتصر عليهم جميعاً، وجاء به إلى فريق عاصمة إسبانيا.. لقد قاتل بيريز من أجل امبابي رغم أن الريال يملك اخطر خط هجوم، ويملك على المصطبة مهاجمين رائعين، ورغم فوز نادي الريال بالسوبر والليغا، وبات فوزه ببطولة اوربا قاب قوسين أو أدنى، أقول رغم كل هذه الحصيلة والوفرة لم يهدأ ولم يسترح بيريز حتى خطف اللقمة من فم السبع ..! وأزيدكم من الشعر بيتاً، فالثعلب بيريز - رغم وجود المدرب الكبير - انشليوتي، فهو يفتش في كل الزوايا هذه الايام عن مدرب أكبر وأشطر من انشليوتي، بينما لابورتا الكذاب، رغم خسارة فريقه بكل البطولات، ورغم الضعف في صفوف دفاعه ووسطه بل وهجومه ايضاً، وبدلاً من أن يقلب الدنيا، ويأتي بالأموال الكافية للتعاقد مع لاعبين كبار، وتدعيم خطوط الفريق، نراه يركض نحو (الفطيسة ) سيرجو البرتو ، ليجدد عقده، وكأنه جدد العقد لميسي أو نيمار أو أنيستا ! وبدلاً من أن يبحث عن مدرب (بيه خير)، نرى هذا المحتال يعلن بفرح عن بشرى (تجديد عقد) المدرب تشافي، وهو الذي يعلم جيداً أن عشرات الملايين من محبي برشلونة - وأنا اولهم- سيشتمونه، ويلعنون أجداد اجداده على هذه البشرى الطايح حظها ..!! ختاماً سأعترف واقول: إذا كان البرشا مرزوق بجماهير عاشقة ومغرمة حد اللا معقول، ومرزوق بلاعبين عظماء لن يتكرروا في التاريخ، أولهم ميسي وآخرهم لامين يامال، فإن البرشا لم يحظ للأسف منذ تأسيسه عام 1899 حتى هذه اللحظة، بادارات جيدة مثل ادارات ريال مدريد .. إذ يبدو أن الأقدار قسمت الأرزاق بين الناديين بالتساوي، حيث اعطت اللاعبين العظماء لنادي برشلونة، وأعطت لريال مدريد الإدارات العظيمة فقط .. !!
اضافة التعليق