بغداد- العراق اليوم: في خضم التحولات التاريخية والسياسية التي شهدها العراق، تظهر محاولات مشينة للتلاعب بتواريخ الأحداث الهامة، ومن بين هذه المحاولات، مسألة تاريخ استشهاد الإمام محمد باقر الصدر. حيث يثير استخدام يوم التاسع من نيسان كتاريخ لاستشهاد الإمام الصدر، والتزامه بتاريخ سقوط نظام صدام حسين، العديد من التساؤلات حول دوافعه ومن يقف وراءه. وفقًا لوثيقة رسمية صادرة عن وزارة العدل العراقية وقتذاك، فإن عملية إعدام الشهيد محمد باقر الصدر تمت بتاريخ ١٣ نيسان، وليست في التاسع من نيسان كما يشاع الان . ورغم صراحة الوثيقة و وضوحها، فإن الترويج ليوم التاسع من نيسان تاريخاً لاعدام الصدر لا يزال مستمراً ، و رغم أن الكثيرين من أصحاب القلم و منقبي التاريخ انبروا لفضح هذا التلاعب، و تبيان الحقيقة، ومع ذلك، فإن محاولات بث الدعاية من قبل البعثيين انفسهم، منذ الساعات الأولى لسقوط النظام، تهدف إلى تضليل الرأي العام وتشويه الحقائق، من خلال ترويج أن الإعدام تم في اليوم التاسع من نيسان. للأسف، لم تقتصر هذه المحاولات على النظام السابق فقط، بل انتقلت إلى بعض الأحزاب الإسلامية الحاكمة، التي تبنت هذه المقولة دون التثبت من صحة الأمور. ينبغي على الجميع أن يتذكروا أن الحقيقة لا تُصنع بالأكاذيب، وأن الواجب على الجميع هو الالتزام بالحقيقة وتقديمها للرأي العام بكل شفافية وصدق. إن يوم التاسع من نيسان يمثل للعراقيين ذكرى تحرر، وانتصار على الطغيان والاستبداد، وسقوط نظام البعث الصدامي، ويجب أن يحتفل الجميع بهذا اليوم كذكرى لسقوط نظام فاشي، وليس كتاريخ لاستشهاد شهيد وطني كالإمام محمد باقر الصدر. لنكن أمام العالم بأننا شعب يحترم تاريخه ويعي ثورته، ولا نسمح لأحد بالتلاعب بذاكرتنا الوطنية.
*
اضافة التعليق