مثقفون عراقيون و عرب يرثون الشاعر كريم العراقي

بغداد- العراق اليوم:

لا تزال ردود الأفعال الثقافية و الأدبية متواصلة منذ ساعة الاعلان عن وفاة الشاعر كريم العراقي في احد مشافي ابو ظبي في الإمارات العربية المتحدة. 

اذ عبرت  الأوساط الثقافية في العراق والعالم العربي عن تعازيها الحارة لأسرة الفقيد ومحبيه. 

و قد حصلنا على انباء عن دخول الشاعر المعروف فالح حسون الدراجي في احد مشافي كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد انهار  فور تلقيه نبأ وفاة رفيقه و صديقه الحميم كريم العراقي، و اننا اذ نعزي الشاعر  الدراجي بهذا المصاب الأليم، نتمنى له الصحة والعافية. 

و اما ردود الأفعال في الداخل العراقي،  فقد كتب الدكتور الناقد محمد غازي الأخرس مستذكرا الراحل"، لن أنسى ذلك الصباح المدهش والغرائبي الذي صنعه لنا أبي، أنا وشقيقتي شذى وأخي منتظر. أتصور في عام ١٩٧٧، كان هناك ضيف في غرفة الخطار كما نسميها. دعانا أبي ودخلنا مرتبكين للقاء شاعر شيوعي شاب، وسيم، ورائع اللكنة والروح. قال إنه كريم العراقي، عرفنا إليه وعرفه بنا. 

في ذلك الصباح الذي لا يحدث إلا في بيتنا، وجدت نفسي في أول جلسة شعرية في حياتي. جلسنا خجلين معه وشرع هو يقرأ مما يحفظ من شعره، يا للتجربة الصادمة 

وياللدرس المبكر في حب الشعر والجمال 

الذي حفره أبي في قلبي 

بعد ذلك، تغيرت الأقدار والمصائر .. 

إنه بطل أول جلسة شعرية أجد نفسي في قلب عاصفتها 

فله الذكر الطيب والسلام والرحمة. 



فيما رثاه الشاعر و الصحفي علي وجيه، قائلا :تكمنُ أهمية الفقيد كريم العراقي أنه ممن جعلوا الشعر مفردةً يوميةً، بنتاج غزير. جعل الجميع يتذوقون الشعر، وأكثر رهافة، عبر دفقة رومانسية بدأت مع فؤاد سالم ولم تنته مع مطربين شباب مثل فضل شاكر في حينها، هذا غير الشراكة المثمرة مع كاظم الساهر، وهي الأشد تأثيراً..

حين نريد أن نقرأ شعراً نذهبُ إلى المكتبة، ونقرأ الجواهري وبدر وحسب وسعدي..

حين نريد أن نكون عشّاقاً فحسب، بجمالية طفل يلطّخ فمه بالمرق، وحياته بالأخطاء الطفيفة، نستمع لكريم العراقي..

شكراً حبيبنا، كفيت ووفيت..

احلام مستغانمي روائية عربية مشهورة، كتبت مؤبنة و ناعية للعراقي :"لا تبكوا هكذا . . تظاهروا فقط بالبكاء ، فالشعراء لا يموتون إنهم يتظاهرون بالموت فقط" ( جان كوكتو )

.. هكذا ينتقم الشعراء دائمًا من القدر الذي يطاردهم كما يطارد الصيف الفراشات..

إنَّهم يتحوّلون إلى دواوين شعر. فمن يقتل الكلمات؟

... كنت أدري في أعماقي ، أنّه إذا كان لموت الشعراء و الكتّاب نكهة حزن إضافيّة ، تميّزهم عن موت الآخرين ، فربَّما تُعزى لكونهم وحدهم عندما يموتون يتركون على طاولتهم ، ككلّ المبدعين، رؤوس أقلام .. رؤوس أحلام، ومسوَّدات أشياء لم تكتمل.

و لذا فإنَّ موتهم يحرجنا.. بقدر ما يحزننا.

أمّا الناس العاديُّون، فهم يحملون أحلامهم وهمومهم ومشاعرهم فوقهم. إنَّهم يلبسونها كلّ يوم مع ابتسامتهم، وكآبتهم، وضحكتهم، وأحاديثهم، فتموت أسرارهم معهم.

فيما كتب رشيد الخيون، كاتب و مؤرخ عراقي في رثاء العراقي، 

انتقلت إلى بغداد 1970 - 1971 لاكمال الثانوية العامة، ثانوية قتيبة، فوجدت كريم عودة من طلاب صفي، وحينها لم يبدأ بنشر الشعر الشعبي ولا معروف بيننا بقوله، لكنه كان شغوفا به، وعند العطل اغادر إلى منطقتي الجبايش، فأحمل له قصائد من الشاعر مجيد جاسم الخيون، وكان من أوائل شعراء القصيدة الشعبية، وبعد العام الدراسي نفسه كتب كريم قصيدته الأولى وقرر ارسالها إلى مجلة "المزمار"، الخاصة بالأطفال.، واخذ رأينا بالتوقيع الذي ينشرها به، هل كريم العماري أم العشيرة، فطُرح أن يكون كريم العراقي، وكان كذلك ثم اشتهر بقصيدة قرأها بعد سنتين في نادي التعارف، في وقتها كان رئيس النادي عبد الرزاق عبد الواحد لا يزال شيوعيا، والقصيدة التي قرأها: "بهيجة يا بهيجة خيطي ثوبي"، وقُدم بلقب العراقي أيضا، فصار كريم العراقي واستمر، وانقلب الحال فصرتُ أحمل قصائد كريم إلى مجيد، وكان يعجب بها ويتوقع له مستقبلاً باهراً في القصيدة الشعبية، ومجيد في الشعر الشعبي كان كالجواهري في الفصحى.

كريم العراقي مع الاستاذ فالح حسون الدراجي

 

علق هنا