مناشدة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني  ووزير الخارجية :  (( لا تجعلوا سفارات العراق غنائم حزبية ))

بغداد- العراق اليوم:

 رئيس الوزراء محمد شياع 

 وزير الخارجية فؤاد حسين،

منقذ عرب

// أنا مواطن عراقي بسيط، لا أملك منصبا ولا أبحث عن مصلحة، لكني أحمل في قلبي حسرة على ما آل إليه حال بلدي، وخوفا صادقا على ما تبقى من مؤسساته، وفي مقدمتها مؤسسات وزارة الخارجية العراقية، التي كانت يومًا ما مفخرة لكل العراقيين، وسفاراتها واجهة مشرفة للدولة وهيبتها لاسيما قبل وصول البعث للسلطة.

لقد بلغني كما بلغ الكثير من أبناء هذا الشعب أن هناك قائمة جديدة بأسماء مرشحين لمناصب سفراء، وهي قائمة – للأسف الشديد – لا تشرف العراق ولا تمثل شعبه، بل تمثل تقاسم النفوذ بين الأحزاب السياسية والمجاميع المسلحة التي وجدت في هذه المناصب فرصة جديدة للهيمنة والسيطرة.

دولة رئيس الوزراء،

معالي الوزير

من غير المعقول أن تُمنح المناصب الدبلوماسية الرفيعة لأشخاص لا يملكون أدنى المؤهلات المهنية، فلا خبرة دبلوماسية، ولا خلفية أكاديمية، بل وبعضهم – بكل أسف – عليه ملفات فساد، أو مشمول بإجراءات المساءلة والعدالة، حتى وصل الأمر إلى ترشيح أشخاص تربطهم علاقات مشبوهة بمنظمات إرهابية !

فأي رسالة نريد إيصالها إلى العالم من خلال هؤلاء ( السفراء) ؟!

وكيف يمكن لدولة تحترم نفسها أن تُعين في سفاراتها شخصاً لا يتقن لغة اجنبية او أي لغة للتفاوض، أو حتى خلفية دبلوماسية، إنما لأنه مدعوم من حزب، أو محسوب على جهة نافذة؟

إن المواطن العراقي يدفع ثمن هذه المحاصصات في الداخل والخارج، يدفعها من سمعة بلده، من احترام جواز سفره، ومن فُرصه في التعليم والعمل والعلاج. فهل يعقل أن يُقصى أصحاب الكفاءات الذين خدموا في الوزارة لعقود، ويُستبدلوا بأسماء لا تمتّ للعمل الدبلوماسي بأي صلة، فقط لأنهم أبناء أو أتباع هذا السياسي أو ذاك الزعيم ؟!

معالي وزير الخارجية : 

نقولها بمرارة: هذه ليست دبلوماسية، بل توزيع للغنائم. وإلا كيف يُرشح ابن رئيس البرلمان، عبد الباسط محمود المشهداني، وهو لا يملك أي مؤهل دبلوماسي، لمجرد أنه "ابن المسؤول" ولضمان تمرير القائمة في البرلمان؟! أليس في هذا إهانة لكل موظف قضى عمره في خدمة الوزارة، ولم تُتح له الفرصة بسبب عدم امتلاكه "واسطة سياسية"؟

 دولة رئيس الوزراء:

نناشدكم أن توقفوا هذه المحاولة للسيطرة على وزارة الخارجية بطريقة مريبة فورا. أعيدوا الاعتبار للدبلوماسية العراقية. أوقفوا تمرير هذه القائمة المشوهة، التي تُفرغ السفارات من مضمونها، وتحولها إلى مكاتب حزبية.

نطالبكم بأن تعيدوا النظر، وأن تُحيلوا ملف ترشيحات السفراء إلى لجنة مهنية شفافة وتركها للحكومة القادمة، وأن تُنشر الأسماء للعلن ليطّلع عليها الرأي العام، ويعرف من سيمثله في الخارج. نريد دبلوماسية عراقية مستقلة، لا خاضعة للمحاصصة، ولا رهينة الولاءات الضيقة.

هذه مسؤوليتكم أمام الله، وأمام الشعب، وأمام التاريخ.

ولا تزال الفرصة سانحة لأن تقولوا: "كفى".

باسم كل عراقي غيور على بلده،

نخاطب ضمائركم: لا تجعلوا سفاراتنا بوابة جديدة للفساد والمحسوبية.

علق هنا