بغداد- العراق اليوم:
في حديثٍ لا يخلو من الصراحة والمكاشفة، وجَّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني رسائل متعددة، قد تكون موجهةً للخارج أكثر منها للداخل؛ إذ اختار الرجل قناةً إنجليزية ليتحدث من خلالها في ملفاتٍ ملتهبة، ولا تزال ارتدادات الحرب الإقليمية الحامية واضحة، برصدها رادار السوداني الكاشف؛ ذلك الرادار الذي لا تصيبه المسيّرات الغادرة، ولا الهجمات الجبانة، بل هو رادار الوعي السياسي التام بخطورة ارتدادات الوضعين الإقليمي والدولي على العراق برمّته.
الرجل الذي تحدّث عن غياب العقلانية السياسية فيما جرى، وأبدى عدم الرضا عن لجوء القوى المختلفة إلى صراعٍ عنيفٍ كاد أن يحرق المنطقة إلى الأبد، وجدها فرصة أيضاً لتكرار التحذير من مشعلي الحرائق الذين لا يهمهم سوى المزيد من الصراعات في منطقةٍ لا تهدأ.
السوداني تحدّث بلغة رجل الدولة، ولم ينسَ أن يذكّر الدول الحليفة والصديقة بالتزاماتها تجاه العراق، فهي معنية أيضاً بحماية أمنه وسيادته، خصوصاً وأنه لا يزال في طور استكمال مقومات بناء جيش وطني متكامل، لا سيما فيما يتعلّق ببناء أنظمة دفاع جوي حديثة، بعد أن دمرتها سنوات الحروب البعثية الطائشة.
كذلك، فإن السوداني لم يغفل دور الأنظمة الحقيقية التي يمتلكها العراق؛ إنها أنظمة تصدٍّ قد تنافس أنظمة "ثاد" المخصصة للتصدي للصواريخ، وأعني بها أنظمة الدبلوماسية الهادئة التي جنّبت العراق "باليستيات" المتصارعين، وأوقفت أيضاً جزءًا من الاشتباك بعد أيامٍ من اندلاعه.
هذا الحديث المهم والمحوري رسم أُسساً واضحة وجديدة لعمل حكومة وطنية قادرة على رصد إشارات المصلحة العراقية ومتابعتها دون التأثر بأية ضغوطات جانبية أو انحيازات لا تراعي مصالح البلد.
*
اضافة التعليق