بغداد- العراق اليوم: حسناً فعل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، حينما أوكل مهمة رئاسة هيئة النزاهة الاتحادية، لشخصية قضائية، مستقلة، و حازمة في تنفيذ القانون، و معروف عنها الاستقامة، و نظافة اليد. نعم، فالقاضي حيدر حنون، شخصية قضائية بارزة، قامت بأدوار هامة في تعزيز النزاهة منذ توليه منصبه. فخلال فترة توليه المنصب الوجيزة، اتخذ حنون إجراءات هامة لتحسين النزاهة في النظام الاداري و المالي للدولة، و أصبح الرجل يدك بملاكات هيئته اوكار الفساد و الفاسدين، و صار نتاج عمله واضحاً للجميع خلال الفترة الأخيرة، حيث شهدت الهيئة تحسنًا في أدائها، و أصبحنا نرى بشكل واضح عمليات قبض متسارعة على شبكات فساد كبيرة، و سقوط لرؤوساً كانت محمية من قبل، سواء اكانت الحماية سياسية او قبلية أو حتى اقليمية.
اليوم، يواصل القاضي حيدر حنون، مدعوماً بقوة القانون، و عدالة القضية، مواجهة آفات الفساد التي تكرشت، و أصبحت تمتلك امبراطوريات اعلامية، و مالية، و شبكات نفوذ محلية، و دولية، و نحن نعلم أنها مواجهة صعبة للغاية، و لكننا على يقين أن الرجل لن يتراجع قيد أنملة، و لن يخضع لكل الضغوط التي تمارس من هنا أو هناك، بل نرى أن الهيئة تسير الآن وفق خط بياني متصاعد، و تعمل على الاقتراب اكثر من الملفات التي فيها فساد واضح وكبير، و أصبحنا ايضاً نرى اعلاناً مستمراً عن عمليات القبض او الضبط او الاستقدام، و هو ما يعني أن مؤشر المكافحة بدأ يرتفع ليساوي أو على الاقل يقارب مؤشر الفساد الذي يتصاعد هو الآخر للأسف الشديد. هذا التحول الدراماتيكي ما كان له أن يكون لولا همة هذا الرجل، و صلابته في مواجهة الفساد و رموزه، و نحنُ نعتقد كمراقبين أن المعركة في شوطها الأول، و أنها لم تبدأ بعد، و هي معركة طويلة و شاقة، و لربما تكون دامية و خطرة، و لكنها يجب أن تُخاض لتخليص العراق من براثن هذا الوحش الذي أخذ يلتهم بلا رحمة كل ما يجده امامه.
هذه الوقفة القصيرة، انما هي تلويحة و أشارة لهذا الرجل الذي نتمنى مخلصين أن يتضامن معه و مع عمله كل الشرفاء، و ان نقف معه في وقفته الوطنية هذه، و أن نواجه معاً شبكات التخريب و التدمير المأجورة، و أن لا يترك الرجل وحيداً، ليلاقي مآل ما واجهه من سبقوه في هذا الطريق. كما أننا ندعو رئيس هيئة النزاهة الى أن يجعل من الصحافة الوطنية و الاعلام المسؤول شريكاً اساسياً في عمله، كي تتكامل السلطات الرقابية، و نصل الى المُبتغى الأساس في عراق خالِ من الفساد و الفاسدين أياً كانوا، و اينما وجدوا.
*
اضافة التعليق