بغداد- العراق اليوم:
عرفهُ العراقيون بشخصية فزع في المسلسل الشهير " جرف الملح"، و عرفوه ايضاً بتلك الأدوار الراكزة و المائزة، عرفوه عبر الشاشة الصغيرة، و عبر الشاشة الفضية، و عرفوه عبر خشبات المسارح، و عرفوا صوته ممثلاً اذاعياً لا يُدانى، و عرفوه كاتباً درامياً، و سيناريست ايضاً، و هكذا ظل الكناني، ينتقل بقوة بين حقول الفن و الجمال يكتب و هو المولد في عام ولادة الإذاعة العراقية، بالتحديد 1936م، و لا يقف عند حد، و لا يخشى في قول بما يؤمن به، حتى و أن كلفهُ ذلك هجرة الوطن الذي أحبه، و انتمى له روحاً و فناً و أدباً، و تلك أقسى غربة يمكن أن يعيشها المُبدع، حين يُقتلع من تربته و يُلقى في أحضان المنافي الباردة و النائية، و تلك محنة لا يعرفها سوى المبدع العراقي الذي اكتوى بنار الدكتاتورية الصدامية التي أجهضت مشروعه الداعي للحب و السلام، حين حولت الوطن لمسلخ كبير، و مسخت الفن ليتحول المشتغلون فيه الى أدوات من إجل التعبئة ( فكل شيء من إجل المعركة!)، و لا أحد يدري ضد من هذه المعركة؟، و لإجل من هذه المعركة؟، لكن الكل يعلم أن ثمنها الباهظ سيدفعهُ الأبرياء دماً طاهراً يُراق على حافات الحدود، أو تحت دوي الطائرات، أو خلف دبابات مهزومة منكسرة!
لقد غادر غازي الكناني العراقي في تسعينات القرن الماضي، معلناً الثورة ضد هكذا نوع من الأنظمة، شاهراً و هو المسالم حد اللعنة، سيف الفن بوجه تلك الدكتاتورية العسكرتاريية الفتاكة، فكان أن أنضم الى مجموعة و نخبة وطنية من المثقفين و الكُتاب و الشعراء العراقيين الذين اتخذوا من العاصمة الأردنية عمان مقراً لأنشطتهم المعارضة، و من هناك أنضم لأسرة اذاعة صوت العراق الحر، ذلك المنبر الذي شكل نقلة نوعية في طبيعة العمل الأذاعي و الإعلامي و الفني و الأدبي المُعارض، فكنا – نحن العراقيين المحبوسين في أقفاص صغيرة داخل وطن مسجون- سراً الى تلك الأذاعة الصافية، النقية، الشجاعة، الواعية، و كان من فرسانها فناننا الراحل، الذي أعد تقارير اذاعية عديدة عن (حقوق الإنسان في العراق)..
اليوم، و الكناني يطوي أخر صفحة ناصعة من صفحات حياته، لا يسعنا في (العراق اليوم) الاٌ أن نعزي كل الفنانين العراقيين بهذه الخسارة الإبداعية، و نؤكد ايضاً، قوة و صلابة و حضور الراحل في كل مشهد وطني، و سيبقى صوتاً وطنياً صادحاً في ضمير العراق. الراحل .. في سطور - يعد من رواد الحركة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية والاذاعية في العراق . - كتب وأخرج العشرات من المسرحيات وكتب وأخرج المئات من المسلسلات الإذاعية والبرامج الثقافية والتمثيليات الإذاعية والمسلسلات التلفزيونية داخل وخارج العراق . - كتب العديد من التمثيليات والمسلسلات التلفزيونية . أسس أكثر من فرقة تمثيلية وجماعة مسرحية .واصبح عضوا في فرقة شباب الطليعة , وعضوا في فرقة الفنون الشعبية ومدير إدارتها , وسكرتير فرقة شباب التحرير المسرحية . - مثّل في المئات من المسلسلات والتمثيليات التلفزيونية . كما مثل في أكثر من عشرين فيلما سينمائيا، ومثل العشرات من الأدوار المسرحية على مسارح العراق وفي الخارج. - هو واحد من المؤسسين الاوائل لنقابة الفنانين العراقين . واحد المؤسسين الاوائل للفرقة القومية للتمثيل. شغل منصب معاون مدير (مديرية الفنون والمسارح الشعبية) التابعة لوزارة الشباب .وكان أول من فكر في جلب (مسرح الخيمة) لحساب وزارة الشباب . - شارك في العديد من المسلسلات البدوية المشتركة مع الأردن. - عمل مخرجا ومعدا للبرامج في المركز العربي في عمان . - أخرج البرنامج المعروف (وين وصلنا) لحساب تلفزيون دولة الكويت وكان عدد حلقاته 195 حلقة. - عمل مخرجا لبرنامج البث المباشر لمدة سنتين في اذاعة بغداد .وكذلك أخرج العديد من البرامج الثقافية والمنوعات في اذاعة بغداد . - حاز على عدة جوائز عن أدواره التمثيلية ,في السينما والتلفزيون . - اصبح عضوا مؤسسا (لمركز الثقافة العراقية الاسترالية). - رئيس جمعية الصداقة العراقية الاسترالية في استراليا .ورئيس (فرقة ناهدة الرماح المسرحية) في استراليا . - أخرج فيلما اسمه (عراقيون مشردون) عن هجرة العراقين ومعاناتهم وقد عرض في أكثر من فضائية. - مثل في أكثر من عشرين فيلم سينمائي.
*
اضافة التعليق