بغداد- العراق اليوم:
كشف وزير الدفاع عرفان الحيالي، اليوم الجمعة، تفاصيل جديدة غير معلنة عن زيارة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، والوفد المرافق له للعاصمة الامريكية واشنطن ولقاء الرئيس دونالد ترامب وفريقه الحكومي، فضلاً عن المؤسسات الامريكية الاخرى.
وقال الحيالي في حديث حصري خص به (العراق اليوم)، ان " الزيارة كانت ناجحة على جميع المستويات، فضلاً عن الترحيب الكبير والتفاعل الذي ابداه الجانب الامريكي بالوفد الزائر، وطبيعة الملفات الحساسة التي جرى بحثها معمقاً مع الادارة الامريكية الجديدة، وايضاح رؤية العراق فيها".
واشار الى ان "اللقاءات كانت ايجابية ومثمرة، لا سيما فيما يتعلق بالشق العسكري، والحرب على تنظيم داعش الارهابي الذي احتل مركز الصدارة في مجمل الزيارة الرسمية الاولى من نوعها منذ تغيير الادارة الامريكية".
لا شروط مسبقة
الحيالي نفى وجود اي شروط مسبقة او تعليمات تلقاها الوفد الحكومي العراقي، واشار الى ان الجانب الامريكي تعامل مع الوفد العراقي بندية تامة، ووفق ما تقتضيه المواثيق والبرتوكولات المرعية في تعامل الدول مع بعضها.
ولفت الى ان "الامريكيين كانوا يستمعون بإصغاء كبير لحديث الوفد العراقي، ورؤيته عن الحرب في الموصل وبقية الملفات الاخرى ذات الصلة، او الاهتمام المشترك بين الطرفين".
انسحاب الجيش من المدن
وفي شأن التطورات الداخلية، وبرنامج عمل وزارة الدفاع العراقية للفترة المقبلة، بين الحيالي، ان الوزارة لديها خطة عمل درست بشكل مستفيض في غرف القيادة العامة، وسيجري تطبيق فقراتها تباعاً. مبيناً ان " اهم ملامح هذه الخطة انسحاب الجيش من المدن بشكل تام، الى ثكنات عسكرية يجري اعدادها لهذا الغرض، بعد ان يؤدي دوره في استعادة الارض وطرد فلول الارهاب، وتهيئة ارضية انطلاق عمليات الاعمار في المحافظات المتضررة".
واكد ان "الوحدات العسكرية القتالية ستكون جاهزة لاستدعائها في حال حدوث اي خرق او محاولة تسلل اي مجاميع ارهابية الى اي مكان في البلاد، ولن يتكرر سيناريو سقوط اي جزء من ارض العراق بيد اي جماعة مهما كانت ومهما كانت الجهة التي تقف خلفها ".
تأهيل الشرطة المحلية
وعن البديل بعد انسحاب الجيش العراقي من المدن، كشف الحيالي عن وجود برنامج حكومي لاعادة بناء قوات الشرطة المحلية ، وزيادة فاعليتها لمسك الارض وحفظ النظام، وسيكون هذا البرنامج متواصلاً من حيث الدعم والاسناد بين وزارتي الدفاع والداخلية".
واضاف "كذلك سيتم التركيز على بناء قوات حرس الحدود العراقية، بشكل يضمن كفاءة هذه القوات، ويعزز قدراتها في مسك حدود العراق مع جميع الدول المجاورة له، ومنع عمليات التسلل واي نشاط مخالف للقانون هناك".
من سيحرر قضاء تلعفر؟
وفي سؤال لـ(العراق اليوم) عن الجهة التي ستتولى تحرير قضاء تلعفر، قال وزير الدفاع، ان " الاوامر صدرت من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لقوات الجيش العراقي بتولي هذه المهمة، وسيكون الجيش العراقي لوحده هو من يتولى عمليات التحرير لهذا القضاء، او اي بقعة يأمر القائد العام بتحريرها وفق الخطط والجداول المرسومة لها ".
وزير الخارجية الامريكي: "حيدر العبادي بطل"
وعن نتائج اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، الذي انعقد في واشنطن، كشف الحيالي عن قيام وزير الخارجية الامريكي تيلرسون بتقديم الدكتور العبادي بوصفه "مقاتلاً شرساً ضد تنظم داعش".
واضاف "ان وزير الخارجية الامريكي قال ما نصه لممثلي الدول الـ 68 المشاركين في المؤتمر "أقدم لكم المقاتل البطل حيدر العبادي الذي قاتل داعش نيابةً عنا جميعاً"، وهذا اعتراف كبير من الجانب الأمريكي بقدرة العراق وقوته وهو يخوض المواجهة مع تنظيم داعش الارهابي، وما يحتله العراق من موقع متقدم بين الدول التي تكافح الارهاب ".
لا اتفاقات سرية
استوضح (العراق اليوم) من وزير الدفاع عما يشاع بوجود اتفاقات سرية، او لقاءات جانبية جرت بين بعض أطراف الوفد، فنفى الحيالي وجود هكذا اتفاقيات او عقد مثل هذه اللقاءات، حيث أكد ان " الوفد العراقي لم يعقد اي لقاءات سرية، ولم يخف الوفد العراقي اي اجندة لهذه الزيارة، حيث أعلن الوفد الحكومي اهداف الزيارة ونتائجها بشكل واضح لأبناء الشعب العراقي".
وعن اللقاءات قال "لم يعقد اي اجتماع سري او فردي، فقد كان الوفد العراقي يجري اللقاءات الرسمية بكامل افراده، ويطرح الرؤية الحكومية الموحدة ازاء مختلف القضايا المطروحة".
وتابع "باستثناء لقاء واحد عقده وزير الخارجية العراقية الدكتور الجعفري مع نظيره الامريكي على هامش انعقاد مؤتمر دول التحالف الدولي ضد داعش.
وأشار "لم يعقد الوفد العراقي اي اتفاقية او يوقع اي ملحق سري مع الجانب الامريكي، سواء اكانت على المستوى السياسي او العسكري او النفطي كما يشاع في بعض وسائل الأعلام، لكننا حصلنا على وعود معلنة بزيادة التعاون الامريكي في دعم العراق وهو يخوض معركته المصيرية هذه".
وعن وجهة الوزير المقبلة، قال الحيالي، "إني متوجه لمدينة الموصل لمواكبة عمليات التحرير بشكل مباشر، والاشتراك مع المقاتلين الابطال في هذه المواجهة الى حين كتابة بيان تحرير الموصل بشكل تام، وهو امر بات قريباً جداً بفضل قوة وبسالة قواتنا التي تخوض المعارك باختلاف تشكيلاتها ". انتهى
H.Q