بغداد- العراق اليوم:
ذكر أحد معتقلي داعش روسي الجنسية الذي تم القبض عليه الشهر الماضي في الموصل، بأنه تعرض إلى إصابتين سابقتين في جزيرة الخالدية وقضاء بيجي، مشيراً في الوقت ذاته إلى لقائه بأمراء بارزين تابعين لتنظيم داعش منهم المدعو أبو عمر الشيشاني. ونقل المركز الإعلامي لمجلس القضاء الاعلى (JAMIC)، عن (بول بول) وهو أحد عناصر داعش والموقوف على ذمة محكمة التحقيق المركزية في بغداد، إنه "من عائلة مسلمة ويبلغ من العمر 28 عاماً"، متابعاً بأن "بداية حياتي لم تكن قريبة من التديّن، فقد كنت احتسي الخمر وارتكب الفواحش". وأضاف"كنت أعمل في تشييد المباني داخل جامعة موسكو الحكومية، وهناك التقيت بمجموعة من العاملين، وهم من أوزبكستان ولاحظت عليهم قيام الصلاة في أوقاتها". وأوضح أن "أكبر افراد المجموعة علّمني الصلاة وقراءة القرآن حتى أقلعت عن احتساء الخمر والسكائر، وبعد نحو عام تركت العمل في الجامعة وعدت إلى دياري لانخفاض الأجور"، لافتا إلى أن "تواصلا جديدا حصل مع المجموعة الاوزبكية وكبيرها عبر موقع التواصل الاجتماعي التي تسمى باللغة الروسية (أندو كلاجنيكي) وتعني بالعربية زملاء الصف الواحد". وأكد بول بول أن "تفكيري بالخروج من دياري باتجاه تركيا حصل في منتصف عام 2014، حيث اديت الامتحانات النهائية لدراسة الهندسة وحصلت على جواز سفر". وبحسب بول بول فأن "سجدة للشكر اديتها لوجه الله بمناسبة احتلال داعش للموصل، ووثقت أن التنظيم يمثل دار الخلافة الإسلامية التي يتوجب على المسلمين الذهاب اليها". وأوضح أن "محاولات بذلتها لاقناع زوجتي بالرحيل معي إلى سوريا لكنها أبلغتني بأن اسبقها على أمل اللحاق بيّ في وقت لاحق". وذكر ان "والديَّ لا يعرفان وقتها بعزمي الذهاب إلى معارك تنظيم داعش"، مضيفاً أن "مساعي خروجي من روسيا استمرت ستة اشهر، حتى قررت العزم بنحو نهائي في مطلع العام 2015". وقال بول بول إن "توجيهات صدرت لمغادرة البعض منا إلى العراق، حيث انتقلنا انا وشخص شيشاني وآخر من تترستان إلى الموصل، فيما اعتذر اثنان من جمهورية أنغوشيا مرافقتنا وتذرعوا برغبتهم البقاء مع اشخاص لديهم معرفة سابقة بهم في سوريا". وأستطرد أن "دورة شرعية التحقت بها في الموصل، استمعت فيها إلى خطب شخص شيشاني عرفت بأنه جاء حديثاً من اليمن، لكنه قتل لاحقاً في معارك بيجي". وأضاف أن "اميراً من أذربيجان اخذ مني البيعة وخمسة من العناصر بعد انجاز الدورة"، مبيناً ان "دورة تدريبية اخرى التحقت بها مع سبعين آخرين في ملعب قيد الإنشاء داخل الموصل ايضاً". ويروي بول بول أن "نيسان من العام 2015 شهد اشتراكي بأول عمل عسكري في بيجي فقد انتقلنا أنا ومقاتلين من أوزبكستان وطاجاكستان وداغستان وجنسيات أخرى لغرض التعرض للقوات العراقية". وأورد أن "العملية تلكأت بعض الشيء لعدم وجود قوات كافية لدينا، فقد اطلعنا على انتشار القوات العراقية فوجدنا أنها كبيرة ما يستعدي وصول تعزيزات".
وافاد بأن "قواتنا استعدت وبدأت اشتباكاً في منتصف الليل انتهى مع ساعات الصباح ادى إلى مقتل واصابة العديد من عناصرنا"، لافتاً إلى أن "هجوما اخر كنا بصدد الاعداد له لكنه لم يحصل بسبب التقدم السريع للقوات العراقية". ويسترسل أن "اوامر صدرت باستبدال عناصر القوة التي كنت فيها ورجعت إلى الموصل وتقاضيت أول راتب شهري تحت مسمى الكفالة وقدره 200 دولار، اضافة إلى 150 دولارا تحصلت عليها مكافأة لجهودي". وأضاف أن "هاتفاً محمولاً اشتريته واتصلت بزوجتي لغرض الالتحاق بيّ في العراق لكنها رفضت، فيما طلبت والدتي مني العودة إلى روسيا". ويواصل أبو ياسمينة الروسي أن "عمليات تعرضية كلفت بها ضد القوات العراقية في بيجي اسفرت احدها عن اصابتي في ركبة ساقي الايسر وكتفي الايسر وكدمات في وجهي نقلت على اثرها إلى عدد من المستشفيات التابعة للتنظيم كان اخرها في الجانب الايسر من الموصل". وذكر بول بول أن "التنظيم طلب مني العمل بعد الاصابة في شرطته العسكرية لمتابعة شكاوى الامراء بحق العناصر". وتابع أن "التحاقي بالمهام القتالية مرة اخرى في شباط من العام الماضي ونفذت هجمات ضد القوات العراقية في جزيرة الخالدية، حتى تعرضت إلى اصابة جديدة بواسطة قذيفة هاون قتلت بعض الذين كانوا معي فيما تركت لدي جروحا في الكف والوجه". وأردف أبو ياسمينة أن "معالجتي حصلت في الموصل، وبقيت في الشرطة العسكرية شهرين قبل مزاولتي مجدداً المهام القتالية حتى جاءت المعركة الاخيرة وتم القبض عليّ نتيجة لنفاد ذخيرتي خلال الشهر الماضي". وأكمل بول بول بالقول إن "العديد من الامراء التقيت بهم من جنسيات مختلفة، وكان ابرزهم المدعو أبو عمر الشيشاني الذي قتل بواسطة قصف جوي في قضاء الشرقاط".
وبدأت القوات الأمنية بدعم من التحالف الدولي في 19 من الشهر الماضي عملية عسكرية لاستعادة الجانب الأيمن من مدينة الموصل لإخراج تنظيم داعش من آخر معقل له في المدينة، بعد أن تمكنت من استعادة الجانب الأيسر بالكامل في 24 كانون الثاني الماضي.