قواتنا المحررة تقترب من مسجد النور الذي شهد إعلان دويلة داعش الإرهابية، هذه قصة المسجد بالصور

بغداد- العراق اليوم:

بعد اقتراب القوات العراقية من #جامع_النور الذي شهد أول خطبة لزعيم تنظيم #داعش، وهذه "، قصة المسجد الذي باتت استعادته وشيكة.

بني جامع "النور الكبير" في القرن السادس الهجري، ويتميز بمنارته "الحدباء" ومحرابه المحفوظ في متحف القصر العباسي ببغداد. نال شهرة عالمية كبيرة بعد سيطرة تنظيم داعش على #الموصل في منتصف عام 2014، حيث اعتلى منبره زعيم التنظيم #أبوبكر_البغدادي وأعلن نفسه "خليفة".

البغدادي مصلياً في جامع النور

يروي الشيخ أبوبكر كنعان بشير، مدير أوقاف نينوى، أن للجامع "أهمية كبيرة كونه يحكي تاريخاً عريقاً للمدينة وتحريره هو إسقاط فعلي لداعش الذي أعلن (خلافته) من هذا المنبر".

الموقع والمكانة

وعن سبب اختيار أبوبكر البغدادي هذا الجامع، أجاب أبوبكر كنعان أنه ولأهمية هذا الجامع الكبيرة لدى الموصليين، فقد أراد زعيم داعش إرسال رسالة مفادها أننا جئنا من أجلكم وجئناكم بالدين ولكن ظهر كذبهم وزيفهم للموصليين مباشرة ومنذ اليوم الأول".

وأكد أبوبكر كنعان لـ"العربية.نت" أن تنظيم "داعش قام بنسف كل جوامع المدينة الأثرية وكنا خائفين من أن يقدم على فعلة تهديم هذا الجامع، والسبب أنه قد استهان بجوامع وأبرزها جامع النبي يونس والنبي شيت وجوامع تاريخية أخرى".

يقع جامع النور في الضفة الغربية لنهر دجلة، الذي يقسم الموصل إلى قسمين، وتسمى المنطقة المحيطة به "محلة الجامع الكبير".

صمد 9 قرون

بني الجامع بأمر من السلطان نور الدين زنكي، في القرن السادس الهجري الموافق لـ1172م، أي منذ ما يقارب تسعة قرون، ويعتبر ثاني مسجد يتم بناؤه في الموصل بعد #الجامع_الأموي، وأعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1363هـ الموافق 1944 للميلاد.

ولم يبق من البناء الأصلي للجامع سوى منارته "الحدباء" التي اتخذت منها الموصل صفة لها فأصبحت تعرف بـ"الموصل الحدباء" إلى جانب المحراب الذي ما زال محفوظاً، في متحف القصر العباسي ببغداد، وبعض الزخارف الجبسية.

وتعتبر المنارة المائلة إلى الشرق من المآذن المميزة بأساليب فنية غنية بالزخارف المختلفة، وأعلى منارة في #العراق إذ يبلغ ارتفاعها نحو 50 متراً وتلفها الزخارف من كل جانب، فضلاً عن أنها تعني لأهل البلاد الكثير.

تفسير معماري لـ"الحدباء"

يقول أحد التفسيرات "المعمارية" إن القائمين على بناء هذا المعلم تعمدوا هذا الشكل للمنارة، للحيلولة دون سقوط خسائر في حال سقطت، ولا سيما مع وجود منازل في الجهة الغربية، لأنه إذا سقطت نحو الشرق فستقع على صحن الجامع وتقلل الخسائر.

ورغم هذا الانحناء في "الحدباء" فإنها ظلت متماسكة رغم شيخوختها، وواقفة بشموخ تروي قصة قرون من الزمن عن حكاية هذه المدينة العريقة.

وقد أدرجته مؤسسة الصندوق العالمي للآثار والتراث في قائمة الأكثر مئة أثر مهددة في العالم.

 

ذكره معجم ياقوت الحموي

كانت الموصل وجوامعها مدار حديث الرحالة الذين وصلوا إليها، حيث قال ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان"، في باب ذكر الموصل "وسورها يشتمل على جامعين تقام فيهما الجمعة، أحدهما بناه نور الدين محمود وهو في وسط السوق، وهو طريق للذاهب والجائي، مليح كبير".

كما تحدث عنها #ابن_بطوطة قائلاً "وبداخل المدينة جامعان، أحدهما قديم والآخر حديث، وفي صحن الحديث منهما قبة في داخلها خصة رخام مثمنة مرتفعة على سارية رخام يخرج منها الماء بقوة وانزعاج فيرتفع مقدار القامة ثم ينعكس فيكون له مرأى حسن".

لكن في عام 2014 توجهت أنظار العالم نحو هذا الجامع، لأمر آخر، حيث صعد منبره رجل ذو لحية مرتدياً لباساً أسود ملقياً خطبة الجمعة في المصلين، ليعلن فيها عن نفسه بأنه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، ومدعياً أنه "خليفة المسلمين".

علق هنا