بغداد- العراق اليوم: من سمع الخطبة الأخيرة للمدعو جواد الخالصي من مدينة الكاظمية المقدسة، سيصاب بالدهشة والصدمة والتعجب والحيرة، بل والغم والحزن أيضاً، فهل يعقل ان يعيش بيننا في هذا الزمان اناس تكفيريون سفاحون نهمون الى هذا الحد ؟، وهل يعقل ان توفر الدولة منابر للتكفير والدعوة الى القتل والسفك بهذه السهولة، فيتحول منبر مثل هذا الى قنابل موقوتة تفتك بوحدة المجتمع، وتدمير أسسه الرصينة. معلوم ان جواداً هذا كان ولا يزال من أولئك الموتورين الذين ابتلي بهم العراق، والذين لعبوا على طول خط التاريخ الحديث أدورا قذرة، لاسيما في التصدي للقوى الوطنية التقدمية، وساهموا عبر فتاوى التكفير والظلام بارتكاب مجازر دموية، افتخر هو بالمرور عليها في خطبته التي تزكم الانوف نتانةً وبغضاً وقيحاً، حتى تكاد ترى الدم ينز من بين شفتيه. مؤسف جداً ان نسمع خطاباً يصدر إلى الفضاء الإلكتروني يحمل كل هذا التحريض والدعوة العلنية للقتل، واباحة دماء الناس، بدعوى أنهم شيوعيون كفرة، وملحدون يجب قتلهم، لاسيما في مدينة الكاظمية ذاتها، التي يتخذ منها هذا الخالصي منبراً ومقاماً للأسف الشديد، حيث يقف على اعواده مطلقاً لخياله المريض اختلاق الاكاذيب وترديد الترهات بحق الناس العزل، دون ورع او ضمير انساني . هذا الخطاب الشوفيني الإرهابي خطير جدا، يذكرنا بخطابات شيوخ الفتنة الطائفية، فالفتنة هي الفتنة سواء أكانت تصدر عن القرضاوي أو الخالصي أو حارث الصاري! لكننا نحمد الله ان الخالصي هذا محاصر ومكشوف من قبل الناس، فهذا الرجل الموتور لا اتباع له ولا انصار لخطه الفكري الفاسد، والاٌ لكنا امام خط وهابي تكفيري اجرامي من نوع اخر، لكننا يجب هنا أن نناشد المرجعيات الدينية العليا، وكل المؤسسات الفقهية والشرعية، والسادة العلماء والفضلاء واصحاب الرأي الأكارم برفض مثل هذا الأسلوب المشين، ومنع استخدام منابر المساجد كأدوات للفتنة والتحريض والتكفير، فالعراق لا يزال يئن من فتوى الإرهاب السلفي الوهابي، ولا تزال الدماء طرية تلك التي سفكها مجرمون معروفون لانريد التذكير باسمائهم العفنة، فكيف نسمح لحليفهم هذا أن يستثمر مناخ الحرية ليكمل منهجهم الإجرامي بكل هذه السعة، وهذا التسامح، والتغاضي ؟
*
اضافة التعليق