بغداد- العراق اليوم: الدكتور علي العطار شكلت ظاهرة " الأصهار" في عالم السياسة في العراق، اكبر مشكلة تاريخية، وايضاً تسببت بكوارث، وأدى استفحالها الى كوارث وطنية، اذ سرعان ما يتحول الأصهار الى محركي وصانعي قرار مع تولي أي مسؤول موقعاً في الدولة، ولنا سجل حافل بالأسماء والشواهد التي شكلت صورة مأساوية لتسلط هذه الشريحة على مقدرات الدولة والحكم، فمن ينكر الدور الذي لعبه مثلاً الوصي عبد الأله الذي ربطته علاقة مصاهرة مع الملك غازي في السياسة العراقية، والمصائب التي تسبب بها وانتهت بأسقاط النظام الملكي بطريقة مأساوية كما نعرف. وايضاً نتذكر بأسى وألم ظاهرة صهر صدام حسين، المجرم المقبور حسين كامل الذي صال وجال، بسبب هذه المصاهرة، وتحول من رجل حماية أمي، الى وزير دفاع العراق!، والمسؤول الأول عن الجيش، وكذلك التنصيع العسكري، ومارس من الجرائم ما يمكن تعداده وذكره، وعبث بالعراق عبثاً لا يمكن السكوت عنه، لولا تلك العلاقة المشؤومة التي كانت له مع صدام، وسنلاحظ اي مواجهة حدثت ايضاً له مع صدام ذاته، حين فكر حسين كامل أن ينتقل من مرحلة الأجرام والتسلط الى مرحلة بناء جمهورية الخوف برئاسته، وأنتهى حسين كامل بتلك النهاية الكارثية المستحقة، لكنه قبل ذلك اضاف لأوجاع الشعب العراقي ومأسيه اوجاعاً وجرائم لا تنسى. في عراق ما بعد 2003، ومع صعود نجم المالكي السياسي، وتوليه رئاسة الحكومة، برزت ظاهرة الأقارب ايضاً، وبرز أصهار المالكي كحماية لعمهم أول الأمر، الا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، اذ سرعان ما قفز هؤلاء من الخانة الخلفية، بل والخانة القصية ليبسطوا سطوتهم على الدولة برمتها، ويأمموا الحزب تأميماً عائلياً قبلياً متخلفاً. فأعاد ظهور صهر المالكي ياسر صخيل مثلاً ذلك المشهد المأساوي في الذاكرة الجمعية، اذ سرعان ما صار يتداول العراقيون أسم حسين كامل الجديد، تعبيراً عن تلك السطوة والسلطة التي منحتها علاقة بدائية لرجل بدائي، ويكاد يكون شبه أمي، وهكذا راح المالكي ( ياسر صخيل) يتقمص دور المالكي نوري، مرافقاً اياه في حله وترحاله، حاضراً في اجتماعاته الخاصة بالدولة والحزب، بل رأيناه في مشهد ظريف يجالس زعماء العالم الكبار في سفرات المالكي ومنهم الرئيس الروسي فلادمير بوتين، والسؤال الدائم الذي لا يتردد العراقيون عن طرحه: ما هي مواصفات " صخيل " هذا غير أنه صهر الرئيس!! للأسف، شكل ظهور صخيل وباقي ابناء عمومة واقارب نوري المالكي، تحدياً للرجل، وشكلوا من حوله حلقة حاجبة، وعلامة سلبية ظلت ترافق المالكي اينما حل، واينما تحدث، بل تسبب فساد صخيل المالي ونفوذه السياسي، بنفور شعبي شديد من المالكي، واستياء في الطبقة السياسية، وايضاً تشققاً في جدار حزب الدعوة الذي وجد المحازبون القدماء فيه، نمو ظاهرة "الصهر المدلل" استخفافاً بكل التأريخ الجهادي والسياسي لقيادات الحزب التاريخيين. أن تغريدة صخيل الأخيرة، وتحركاته السياسية تمثل أوج صور التخلف السياسي، وتراجع الذوق في التخاطب، فضلاً عن كون هذا الرجل الأمي الذي نراهن على أنه لا يفك الخط، يطمح الآن لعودة المالكي للسلطة ليزيد من نفوذه وسطوته وسلطانه المؤسس على جارف هارٍ، وهو يعرف انه نكرة من نكرات السياسية، وميزته الوحيدة هي أنه " صهر الحجي"!! العراقيون يخشون عودة المالكي، لأنهم يعون تماماً أن صخيل سيعود معه !
*
اضافة التعليق