بغداد- العراق اليوم:
انتشر في الآونة الأخير حديث، بين الأوساط الأذربيجانية، بشأن احتمالية تحويل سكان البلاد من غالبية شيعية إلى أغلبية سنية، لافتين إلى أن باكو ترغب بحدوث هذا التحول حتى تصطف مع تركيا وكازاخستان، وليس مع إيران.
وفي هذا السياق، يشير المحلل الأذري، علي عباسوف، من موقع “On Kavkaz” إلى أن مثل هذا التحول يحدث، بسبب التوترات بين الدول الإسلامية السنية وإيران الشيعية ورغبة باكو في تفضيل تركيا وكازاخستان على إيران.
وعلى الرغم من أن عملية التحول في الانتماء الديني تبدو أمرا مستبعداً في الدول الإسلامية، إلا أن سببين يستثنيان أذربيجان من هذا الأمر، حيث من المستبعد حدوث انقسام بين السنة والشيعة مع تشكيل الشيعة قرابة 60% من السكان.
ومن جانب آخر، فإن إرث جهود مكافحة التدين منذ الحقبة الشيوعية أدت إلى ابتعاد الكثيرين في أذربيجان، كما هو الحال مع كثير من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، عن تفاصيل معتقداتهم الدينية، حتى أن الأذريين في العقدين الماضيين كانوا يشيرون إلى المساجد على أنها إما “تركية” أو “إيرانية”، بدلاً من تحديد إن كانت سنية أو شيعية.
إلى ذلك، أشار عباسوف إلى إمكانية أن “تقلب” أذربيجان من توجهها الديني وأن تنظم الحكومة هذا التغيير، إلا أن هذا “القرار الغريب” سيلقى معارضةً من الشيعة داخل البلاد، ومن الأغلبية الأذرية في إيران، ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية نفسها.
وقال عباسوف إن الأشخاص الذين يشاركون في المناقشات أشاروا إلى أن رئيس أذربيجان، إلهام علييف، يرغب بشدة في أن تكون بلاده جزءاً من العالم الإسلامي الذي يملك روابط جيدة مع الغرب، بدلاً من الجزء الذي يملك روابط سيئة مع الغرب بصورة عامة ومع إسرائيل بصورة خاصة.
وعلاوة على ذلك فإنه بالنظر إلى علاقات باكو الوثيقة مع تركيا أصبحت طبيعة الإسلام في أذربيجان أكثر أهمية عند علييف، عقب فوز حزب أردوغان المتدين في تركيا.
ونتيجةً لذلك وفي سبيل تأكيد علاقتها مع أنقرة يجب على باكو أن تركز على الدين إضافةً للطائفة، وفق عباسوف.
ووفقاً لمحللين، تنظر باكو للأنصار الأساسيين للإسلام الشيعي على أنهم “طاليون وتاتيون”، وهما مجموعتان عرقيتان تتحدثان لغات هجينة من الفارسية ولا يشاركان نظرة علييف المحورية حول الهوية الأذرية، فيما وجهت معظم حملات القمع الأخيرة، للمسلمين الشيعة في أذربيجان، المنتمين إلى هاتين المجموعتين.
وربما يعد أكثر الأشخاص المثيرين للاهتمام من المشاركين في هذه المناقشات هو حيدر علييف، والد الرئيس الأذري الحالي، الذي أراد إحالة شيخ الإسلام الله شكر باشازاده، وهو الرئيس الشيعي لإدارة مسلمي أذربيجان، للتقاعد لأنه طالي الأصل.
ولم يقدم حيدر علييف على هذه الخطوة نظراً لنفوذ باشازاده في شمال القوقاز ومناطق أخرى، بل لأنه إن كان ابنه يرغب بتحويل أذربيجان من دولة شيعية إلى سنية، فإنه من المرجح تماماً أنه سيسعى للإطاحة بباشازاده وحتى تفكيك هيكله الإداري.
وبعيداً عن الاستقطابات السياسية والطائفية في البلاد، تعد حملات التسنن أو التشيع التي قد تنتهجها الدولة، مخالفة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تؤكد على حرية الاعتقاد والتدين.