غضب شعبي واجتماعي على محاولات طمس اثار اشهر ثانوية في مدينة الثورة.. كانت موئل الفكر اليساري التقدمي

بغداد- العراق اليوم:

تصاعدت حملات الغضب الشعبي والاستنكار المجتمعي لمحاولات بيع او إستثمار ارض ثانوية قتيبة للبنين في مدينة الثورة ( الصدر) حيث عدٌ الكثير من المثقفين والفنانين والأدباء والشعراء والسياسيون هذا الامر، اعتداءً على الذاكرة، وطمساً لارث ثقافي وتربوي عريق، مطالبين بإيقاف عملية تحويل هذا الصرح التربوي لمول تجاري.

ولعل الصوت الأعلى المطالب بإيقاف ازالة الثانوية وتحويلها لمول تجاري هو الاديب والروائي شوقي كريم حسن حيث كتب قائلاً" انقذوا ثانوية قتيبة..هناك من يود محو هذا التاريخ المشرف"!

تاريخ مواجهة البعث

واستذكر علي عمر تاريخ هذه الثانوية العريقة قائلاً "  كم كانت أعدادية قتيبة ثقيلة ومُتعبة للنظام السابق، بعد أن إنهزم الاتحاد الوطني لطلبة العراق في ألإنتخابات الطلابية (في نهاية عام 1969) . وبقيت هذه الانتكاسة تؤرقهم حتى سقوط النظام".

 واضاف "إستمر الحال بعد 2003, وهي تعاني التردي والإهمال، وهذا السلوك هو إمتداد لضغينة النظام السابق، حيث كانوا يعتبرون هذا الصرح التعليمي والتربوي أحد منطلقات الفكر التقدمي واليساري على وجه الدقة، إذ قامت في البدء (تربية الثورة) بجعل قاعتها الكبيرة مخزناً للكتب، تلك القاعة التي شهدت الكثير من العروض المسرحية واللقاءات الثقافية".

وتابع "بعدها ابعدوا الكادر التدريسي الكفوء وأظهروا عدم الاهتمام بالنشاطات الثقافية والرياضية والفنية التي كانت واضحة في فعاليات الاعدادية .

وكان للفنانين المبدعين المرحومين قائد النعماني وسامي السراج أثر واضح في أرساء فن المسرح في هذه الإعدادية العريقة .

وأخيراً وصل بها الحال أن تصبح مكباً للأوساخ، وهي مطوقة بأكداس من النفايات و الأزبال .. يحيط بها من جميع جهاتها سوق شعبي غير نظامي".

 وتابع " قد أختفت عن الانظار بحكم وجود الصبات الكونكريتة والبناء العشوائي (للسوك) .

واختتم علي بالقول " خلاصة القول كل ما يجري ويحدث لهذه ألإعدادية الثائرة من أهمال وتناسي يرجع بالاساس لصداها الثوري القائم لهذا اليوم، فما أن سألت أحداً عن قتيبة حتى أجابك بلا تردد : أنها كانت مؤلاً للفكر اليساري وللأدب والرياضة والفن، إعدادية قتيبة تحتاج الى حملة كبيرة للمطالبة بإعادة تأهيلها وبث روح الابداع فيها ، والحفاظ على وجودها كأحدى شواخص مدينة الثورة المعتبرة والمحترمة" .

صرح ثقافي

فيما علق علاء حسين على هذا الموضوع، قائلاً "في مدينة الثورة صروح ثقافية تجاوزت اعمارها النصف قرن ، ثانوية قتيبة اولها ، وثانوية المصطفى التي كانت بمسرحها شعلة وهاجة قدمت فيها عروضا مسرحية رائعة لفرق الشباب في المدينة ، ومكتبة العباس بن الاحنف التي احتوتنا حتى في ايام الامتحانات وكانت ثروة فكرية بالنسبة للمدينة".

واضاف " لابد من موقف حازم لابناء مدينة الثورة (الصدر) في عدم السماح لمن يحاول ان يطمس تاريخهم المضيء وانجازات مدينتهم الفكرية والادبية والفنية".

تاريخ حافل

فيما قال علي كريم حسن تعليقاً على هذه الحادثة "كان في ثانويتنا كل شيء، التدريس نموذجياً، وفيها خيرة المدرسين واكثرهم توجد اسماؤهم في المناهج الدراسية كمؤلفين،  ومنهم من يضع سؤالا لامتحانات البكالوريا".

واضاف " وكان فيها قسم للفنون الصناعية تدرس فيه النجارة والحدادة والكهرباء وميكانيك السيارات .. وهو قسم صناعي غير منهجي .. يعني الطالب يتخرج من هذه الثانوية ومعه صنعة اخرى".

وتابع " مدرسونا كانوا مثقفين وادباء وسياسيين وعباقرة، ثانويتنا هذه اسمها (ثانوية قتيبة للبنين ) وتخرج منها الكثير من المتميزين".

واختتم " هذا الصرح التعليمي العظيم الآن مهمل ومعروض للاستثمار التجاري ( مول)  وبتسهيلات من الفاسدين، دعوة للتظاهر امام هذه الثانوية التي تسكن قلوبنا قبل ذاكرتنا .. ولمنع هذه الجريمة الكبرى".

فيما تفاعل جمال الخفاجي حيث علق قائلاً" ثانوية قتيبة خرجت المثقفين وضباطاً واساتذه وهي مدرسة راقية منذ السبعينات".

وهو ما اتفق معه باسم عبد الحسن في تعليقه حيث قال ان هذه الثانوية العريقة خرجت أجيالاً من المثقفين والفنانين والضباط امثال الكاتب رشيد الخيون والشاعر خزعل الماجدي والشاعر كريم العراقي، والشاعر فالح حسون الدراجي والروائي عبد الله صخي ونجم الكرة العراقية الاشهر فلاح حسن، وقائد جهاز مكافحة الإرهاب السابق الجنرال طالب شغاتي، واجيال متتالية من خيرة رجال العراق.

وتساءل عمن يملك الحق لمحو وطمس هذا التاريخ بجرة قلم واحدة، واضعاً الأمر امام رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير التربية وكل من له علاقة بالأمر لايقاف هذا التدمير لبؤرة الذاكرة الوطنية. على حد تعبيره.

علق هنا