مهم جداً .. خط انبوب العقبة.. لماذا تثار حوله كل هذه الزوبعة الان ولم تثر في عهد صدام وفي عهد المالكي؟

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في ( العراق اليوم) :

مؤسف ان ينظم كبار الساسة والشخصيات الحكومية الرفيعة، وايضاً رؤساء حكومات كالسيد المالكي، لحملات التضليل والتشويه والردح الإعلامي ضد مشروع معين ولأسباب لا نعرفها، الٌا اننا نشخص ان كل من يرفع صوته (يغني على ليلاه)، وللأسف لا نعلم كم ليلى يغني عليها كل هذا الجمع الناعب!

لسنا بمورد الدفاع عن مشروع ميناء العقبة النفطي، ولسنا في وارد تعداد مزاياه وأهميته الستراتيجية، مع ان كثير من الخبراء وكبار الاقتصاديين في العراق، كتبوا وفصلوا ووضحوا اهمية مثل هذا المشروع، على الأقل من ناحية تنويع مصادر التصدير النفطي للعراق، وبناء منظومة نقل متوازنة عبر منافذ متعددة، وتجنب اي مشاكل سياسية او طبيعية قد تحدث في الخليج العربي، وهل ننسى ان ايران مثلاً هددت قبل أعوام قليلة بغلق مضيق هرمز بوجه الملاحة البحرية، مما يعني قطع منافذ التصدير النفطي من المنطقة برمتها، هذا مضافاً اليه مشاكل واضطرابات المنطقة، فكيف ان حدث - لا سمح الله- أي ظرف يؤدي لاغلاق هذا المضيق، وكيف سيعيش العراقيون ان قطعت عنهم إمكانية تصدير النفط، وهو يشكل كل مورد الدولة المالي؟.

إضافة الى الاهمية الستراتيجية لتأمين عمليات نقل النفط الخام من جنوب العراق الى وسطه وغربه، مما قد ينتج عنه مشاريع بناء مصافي ومنشأت نفطية صناعية ومشاريع طاقة كهربائية وغيرها الكثير من الفوائد.

هذا كله لا يعنينا، ونتركه للمختصين، لكننا نسأل أين كان هؤلاء الذين يغردون الان - ولا نقول الذين يطبلون- ضد المشروع، في عهد صدام الذي اقرت الدولة في عهده هذا المشروع العام 1983, والعراق كان يخوض حرباً ضروساً ضد إيران، وكان الخليج مشتعلاً والملاحة فيه بمستواها الاكثر انخفاضاً ان لم تكن منعدمة.

اين كان هولاء حين اعادت حكومة المالكي احياء المشروع وبادرت لانجازه ضمن مشاريع الطاقة الستراتيجية التي كانت تعمل على تنفيذها في مجال دعم الصناعة النفطية في العراق، ولم نسمع اي اعتراض حتى ان المالكي اعلن عنه صراحةً في زيارة رسمية قام بها الى الأردن، التقى فيها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، واكد المضي بمشروع خط الأنبوب الناقل الى ميناء العقبة.

لم نسمع اي اعتراض ولا صوتاً، وكذلك الأمر في عهد رئيس الوزراء المقال عادل عبد المهدي، الذي اعادت حكومته طرح المشروع ضمن استراتيجية دعم التوازن التصديري للنفط الخام، لم يعترض حينها احد أيضاً، ولم يتخوف اولئك على ان يصل نفط العراق الى إسرائيل!!

الان ومع ان حكومة الكاظمي لم تقم بتنفيذ هذا المشروع التاريخي، إنما وضعت خطة، واحالة مقترح، ليدرس من خلال شركة مختصة، وتقدم جدواه الاقتصادية، فرأينا الحملات الإعلامية ضد المشروع، وأصبح الملف مادة للتسقيط ومهاجمة الحكومة ورئيسها، ونحن نعلم انها ليست مستهدفة لوحدها، قدر ما هو استهداف لجهة معينة، تتهم بدعم هذه الحكومة، ويراد ان يحشر ملف اقتصادي مثل هذا في الصراع والتناكف المتبادل دون ادنى تقدير واحترام لحقوق الدولة، واهمية ابعاد العمل الستراتيجي عن الوقوع في فخ التجاذب السياسي.

نعم هو أمر مؤسف حقاً، ان ينضم أشخاص هم اكثر العارفين بأهمية وجدوى هذا المشروع كالمالكي، لهذه الحملات التي قد تنجح في حرف الأنظار، وخداع العامة، لكنها ستخطئ حتماً حين تصيب مصالح العراق في مقتل!.