بغداد- العراق اليوم:
تتجه بغداد لكسر ظهر تحالف البرزاني واوردغان، ولكن عبر الإقتصاد هذه المرة، عبر تحويل مسار تصدير النفط العراقي من كركوك الى جيهان التركي الى الخطوط الايرانية .فقد اجرى وزير النفط الإيراني بيجين زنكنه خلال زيارته الى بغداد، امس، مباحثات مركزة مع المسؤولين العراقيين بشأن الملفات العالقة بين الجانبين، في مقدمتها ملف الآبار المشتركة بين البلدين، وامكانية تصدير النفط العراقي من حقول كركوك، بدلا من جيهان التركي.
ووصل وزير النفط الإيراني صباح امس إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية، وتزامن وصول الوزير الايراني، مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، والذي اكد الوجود الأميركي في العراق غير مرتبط بالنفط بل لمحاربة داعش.
واعلنت وزارة النفط امس الاول عن ارتفاع احتياطي إلى 153 مليار برميل، الامر الذي يجعل الاحتياطيات الجديدة المؤكدة العراق تقترب من إيران التي تحوز احتياطيات تقدر بنحو 158 مليار برميل.
ووفقا لمعلومات مؤكدة فأن وفدا ايرانيا رفيع المستوى سيزور بغداد قريبا للتباحث بشأن مكافحة العواصف الرملية التي تضرب البلدين.
وتقول وزارة النفط في بيان ، إن وزيرها "وقع مع نظيره الإيراني بيجين زنكنة، على مذكرة للتفاهم تضمنت تشكيل اللجان المشتركة لحسم عدد من الملفات المهمة ومنها ملف الحقول المشتركة بين البلدين وبما يحقق الاستثمار الأمثل لها، فضلا عن لجنة لدراسة إمكانية مد أنبوب لنقل النفط الخام العراقي من حقول كركوك عبر الاراضي الايرانية، ولجنة أخرى لدراسة نقل النفط العراقي من البصرة".
وأضافت، أن "المذكرة نصت ايضا على استمرار التعاون في مجال تزويد محطات الطاقة الكهربائية بالغاز الإيراني، ودعوة الشركات الايرانية للاستثمار في قطاع النفط والغاز والمشاركة في تأهيل البنى التحتية للمنشآت النفطية والغاز ومصنع البتروكيمياويات في البصرة"، لافتة الى أن "ايران ابدت استعدادها لمنح الطلبة العراقيين زمالات دراسية في التخصصات النفطية".
ونقل البيان عن وزير النفط جبار علي اللعيبي قوله، إن "المباحثات كانت إيجابية ومثمرة حيث حرص الجانبان على تفعيل آفاق التعاون المشترك بين البلدين وبما يخدم المصالح المشتركة، فضلا عن تنسيق المواقف في منظمة أوبك لتحقيق التوازن المطلوب في الاسواق النفطية العالمية وبما يدعم اسعار النفط".
من جهته، قال وزير النفط الإيراني بنغين زنكنة، بحسب البيان، إن "الجانبين عقدا اجتماعا موسعا لبحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك والخاصة بتطوير الصناعة النفطية والغازية والحقول الحدودية المشتركة بين البلدين وتنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية المهمة وبما يعزز من فرص التعاون الامثل بين البلدين"، مبديا ارتياحه "لتحسن أسعار النفط في الاسواق العالمية بعد قرار أوبك بتخفيض الانتاج".
وقال زنكنه، ان "الخط الاول لانبوب الغاز الايراني الذي يمتد من مدينة كرمانشاه (غرب) الي محافظة ديالى شرق العراق، معدا للتدشين".
وتابع، ان "الخط الثاني لهذا الانبوب التي يمتد الي محافظة البصرة في جنوب العراق، سيتم تدشينه العام المقبل".
في جانب اخر من تصريحاته، نوه الى العديد من ارضيات التعاون بين ايران والعراق بما فيها مشاركة شركات ايرانية في مشاريع النفط العراقية و استخدام الاراضي الايرانية لنقل النفط العراقي. من جانبه، اكد عضو لجنة النفط والطاقة النيابية، زاهر العبادي في اتصال مع "العالم"، إن لجنته ترحب بمباحثات الطرفين العراقي والايراني بشأن الملفات العالقة وتطوير التعاون الثنائي بين البلدين".
وأضاف العبادي، أن "مباحثات الوزير الإيراني ستتركز على ملف الآبار المشتركة بين العراق وإيران"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "اللجنة لم تتلق دعوة رسمية للقاء بالوزير".
الى ذلك، تقول مصادر عليمة في حديث مع "العالم"، ان وفدا ايرانيا رفيع المستوى ينوي زيارة بغداد قريبا للتباحث بشـأن التعاون في مجال مكافحة العواصف الرملية. وتضيف المصادر، ان "رئيسة منظمة البيئة الايرانية معصومة ابتكار، اجرت اتصالا هاتفيا مع وزيرة الصحة والبيئة عديلة حمود، ودعت خلاله الى تعزيز التعاون بين البلدين، لا سيما في مجال البيئة". ودعت ابتكار الى "وضع مذكرات التعاون بين البلدين في هذا المجال قيد التنفيذ".