بغداد- العراق اليوم:
كشفت مصادر مقربة للحكومة العراقية عن المطالب الاميركية التي نقلها المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «CIA» ديفيد بترايوس لرئيس الوزراء حيدر العبادي والتي تخص مستقبل العلاقات بين البلدين لتحقيق الاستقرار في العراق في مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي.
وقالت المصادر ان اللقاء بين العبادي وبترايوس تطرق الى نتائج مؤتمر جنيف الذي عقد بمشاركة شخصيات سياسية تمثل المكون السني في العراق .حيث اشار بترايوس الى أن الدعم الدولي والاميركي للعراق سيستمر شرط اتاحة المجال للسنة العرب في المشاركة بالقرارات السياسية العراقية المستقبلية بعد الاتفاق على رؤية موحدة لعراق المستقبل القائم على التعددية ومشاركة الجميع في اتخاذ القرارات المفصلية.
وألمح القائد الاميركي السابق والذي عمل في العراق الى امكانية دعم واشنطن للسنة في تحديد مستقبلهم باقليم إن رفضت الحكومة العراقية التقارب معهم في القرار السياسي.
في المقابل اكدت المصادر ان العبادي رحب بالمشاركة في اتخاذ القرارات شرط ان لا يكون مكان لشخصيات مطلوبة للقضاء وترتبط باجندات خارجية ووفق رؤية التسوية الوطنية التي اطلقها التحالف الوطني ومبادىء الدستور العراقي .
واكد العبادي رفض العراق الإملاءات من الخارج مؤكدا اهمية الصداقة مع اميركا طالبا من الادارة الجديدة التعاطي مع القضية العراقية بجدية اكبر وخاصة فيما يخص معارك التحرير في الموصل واهمية الاسراع بتسليح الجيش العراقي .
يقول المحلل الاستراتيجي احسان الشمري ان هذا المؤتمر جاء في وقت أن العراق مقبل على تحرير جميع اراضيه وهو امر انتظرته الكتل لحسم موضوع مصيرها في العراق مستقبلا ,مؤكدا ان واشنطن ستواصل دعمها لعراق مستقر لانه من اولويات السياسة الاميركية للرئيس ترامب.
وعن اللقاء بين العبادي وبترايوس اكد الشمري “ان هذا اللقاء كغيره من اللقاءات الخاصة بالمسؤولين الاميركيين يهدف الى اطلاع العبادي على الاوضاع كما يستمع اليه بصفته شريك حقيقي لواشنطن ولا اعتقد ان هنالك مطالب يستطيع ان يفرضوها عليه بحكم معرفتهم بوضعه في العراق من حيث حجم المشكلات الكبيرة” .
النائب علي العلاق اكد ان العبادي لا يتجاوز الدستور في القضايا المصيرية وانه سيعمل جاهدا على تحرير المناطق العراقية بكل قوة ولن يتنازل بشان قضايا دستورية ولا مساومة على عودة المطلوبين للقضاء بجرائم ارهاب وقتل من امثال طارق الهاشمي وغيره لانها قضايا تهم الشعب العراقي اولا واخيرا .
واوضح ان العبادي حاول ارسال رسالة سلام الى واشنطن وغيرها بان العراق للسنة والشيعة شرط الالتزام بأمنه واستقراره .
ويبدو أن مؤتمر جنيف، العراقي، يهدف إلى طرح مشروع إقليم سُنّي لمرحلة ما بعد «داعش»، وبدعمٍ أميركي، في مقابل القبول بمشروع «التسوية السياسية» لعمار الحكيم والضغط على التحالف الوطني لتقديم تنازلات في القضايا العالقة.
ووفق معلومات فإن ما بات يعرف إعلامياً بـ«مؤتمر جنيف»، الذي نظّمه «المعهد الأوروبي للسلام» في بروكسل، بحث «في إمكانية إعلان الإقليم السُنّي، وخيارات السُنّة لمرحلة ما بعد داعش».
مصدرٌ في «التحالف الوطني»، أشار إلى أن «المؤتمر بحث تأسيس مشروع سُنّي بديل، يمهّد للتفاوض مع التحالف الوطني حول مشروع التسوية السياسية التي طرحها التحالف»الا ان واشنطن فضلت مساومة العبادي على التقسيم المبكر بحجة الاقليم .
وكان بترايوس، قد كتب في مقال قبل نحو عام اكد فيه أن “السيناريو الاسوأ الذي قد يواجهه الرئيس الأميركي هو أنه قد يضطر الى إرسال المزيد من القوات الى العراق وربما قد تشارك هذه القوات في معارك فعلية للحيلولة دون حدوث انهيار محتمل للوضع في العراق وعودة الأوضاع فيه إلى حافة هاوية الحرب الأهلية التي شهدها البلد في العام 2006”.وأكد بترايوس، أن “احتمالية وقوع حرب أهلية سيكون أسوأ سيناريو”.
كما اكد في جلسة استماع في لجنة القوّات المسلّحة بمجلس النوّاب الأميركي قبل عامين, دعا مدير وكالة المخابرات الأميركية الأسبق وقائد القوّات الأميركية في العراق سابقا إدارة بلاده إلى مساعدة رئيس الوزراء حيدر العبادي بطريقة لا تظهره على أنّه دميّة أميركية , ولكن ينبغي دعمه هو والقوّة التي تشاركه الاتجاه نفسه, وقال ( إنّ العبادي يعلم أنّ العراق بحاجة إلى الانفتاح على الجميع وهنالك حاجة للمصالحة الوطنية , مؤكدا أنّ وجود ثلاثة فصائل تتحكم بها إيران وتعد من أهم القوّات المقاتلة ضدّ تنظيم داعش الإرهابي ووجود نوري المالكي الذي يحاول استعادة وظيفته , من أهم التحديات التي تواجه العبادي في المرحلة المقبلة ) .
الى ذلك لفتت مصادر الانتباه إلى أن مقاطعة رئيس البرلمان سليم الجبوري و«الحزب الإسلامي» الذي ينتمي إليه، مردّها الخلافات العميقة مع تيار النجيفي، وتحديداً بعد الاتهامات التي أثارها وزير الدفاع المقال خالد العبيدي ضد الجبوري.
ويبدو من طبيعة الوجوه المشاركة استبعاد ما يُطلق عليهم اسم «السُنّة المعتدلين» من حضور المؤتمر، إذ إن النائب في «ائتلاف الوطنية» الذي يرأسه إياد علّاوي، عبد الكريم عبطان، قال إنّه «لم يُدعَ أيّ نائب سنّي من الائتلاف لحضور المؤتمر»، مشيراً إلى أنه «يعارض إقامة أي مؤتمرات تخصّ الشأن العراقي في الخارج».
بدوره، تجنّب «التحالف» إبداء أيّ موقف رسمي بشأن المؤتمر، عازياً ذلك إلى «عدم اطلاعه بشكل كامل على المؤتمر وشخصياته»، في حين قال المتحدث باسم «كتلة المواطن» النيابية، التابعة لـ«المجلس الأعلى الإسلامي» بزعامة عمار الحكيم، حبيب الطرفي، إن «الحديث عن تأييد التحالف الوطني للمؤتمر بعيد عن الصحة»، لافتاً النظر إلى أنه «ليس من الحكمة تقييم مؤتمر قبل الاطلاع على مخرجاته وبيانه الختامي».
ويصف رئيس «مركز التفكير السياسي»، إحسان الشمري، المؤتمر بـ«محاولة جديدة من بعض القوى السُنّية لترتيب أوراقها لمرحلة ما بعد داعش، ومواجهة الاستحقاقات والتحديات المرتقبة»، مشيراً إلى أن «المؤتمر لا يعدو عن كونه إعلامياً كسابقاته من المؤتمرات، لذا فإن فرص نجاحه ستكون ضئيلة».
الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق بين عامي 2007 و2008، قال إن نشوب حرب أهلية في العراق ليس أمراً مستبعداً بعد هزيمة تنظيم داعش، عاداً أن أهم التحديات التي ستواجه الرئيس الأميركي المقبل هو موضوع استقرار العراق.
وكان المعهد الأوروبي للسلام نظم الاربعاء الماضي مؤتمرا في مدينة جنيف لبحث مستقبل المكون السني في”العراق ما بعد داعش” وإعمار المدن المستعادة والترتيبات اللازمة لانشاء قوات أمنية محلية، ومناقشة الإقليم الإداري للمحافظات ذات الاغلبية السنية، وقد شارك في المؤتمر قيادات سنية عراقية من النواب ومجالس المحافظات والوزراء السابقين والحاليين وبعض النخب المعروفة من خارج العملية السياسية
ورفض الحزب الإسلامي العراقي الانضمام إلى وفد يمثل القوى السياسية، لحضور اجتماع في جنيف، بحضور مبعوث الرئيس الأميركي، الجنرال بترايوس، لبحث مرحلة ما بعد “داعش”.
وقال القيادي في الحزب، مناف العزاوي، إن رئيس البرلمان، سليم الجبوري، بوصفه قياديا في الحزب، رفض مرافقة الوفد انطلاقا من تمسكه بضرورة أن يكون الاجتماع في بغداد وتحت رعاية الأمم المتحدة، لبحث متطلبات مرحلة ما بعد “داعش”، وبما يحقق مبدأ الشراكة في إدارة الدولة.
ووصفت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف، الشخصيات العراقية المشاركة في مؤتمر جنيف الذي عقد أخيراً بـ”المشبوهة”، متهمة إياها بالسعي للحصول على “المال الخارجي” والتناغم مع “مشاريع غربية” لتقسيم العراق، في حين عدّت أن هذه شخصيات “منبوذة” من قبل الجماهير السنية. عن الجورنال