بغداد- العراق اليوم: شكك مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بقدرة “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا”، على التعامل مع مخيم “الهول”، والسجون الثلاثة التي تضم متهميين بالإرهاب في الحسكة، ومنها سجن “الصناعة” (غويران). وقال الأعرجي خلال مقابلة مصورة مع القناة الإخبارية العراقية، إن هناك مستوى من الفساد المالي والإداري في المخيم، إلى جانب تقديم رشاوى لقاء تهريب العوائل من “الهول”، لافتًا في الوقت نفسه لوجود مكاتب صيرفة في المخيم باعتبار أن الوضع “غير مسيطر عليه” وفق تعبيره. وحول الأحداث الأمنية التي شهدها سجن “غويران” في الحسكة، خلال الفترة الماضية، صرّح الأعرجي بوجود ألفي عراقي في سجون الحسكة الثلاثة، وأن نحو خمسة آلاف من عناصر تنظيم “داعش" محتجزون في سجن غويران بلا محاكمات. وتعقيبًا على محاولة هروب جماعية قادها عناصر التنظيم وسيطروا خلالها على السجن لنحو أسبوع، أوضح الأعرجي أن تنظيم “داعش يعاني نقصًا في القيادات لا العناصر، ما يدفعه لاتباع استراتيجية “هدم الأسوار”، باعتبار أن السجون الثلاثة تحوي نحو 10 آلاف من قيادات تنظيم “داعش التي لا ينفع معها سوى الكي، على حد قوله. كما أكد أن العمل الأمني العراقي في مخيم “الهول” متواصل، وأن هناك فريقًا أمنيًا مشتركًا بين أكثر من جهة أمنية عراقية، جرى إرساله إلى المنطقة لأكثر من مرة، في سبيل جمع معلومات دقيقة، وعملية تدقيق أمني لتقدير عدد العراقيين الموجودين في المخيم، مشددًا على أن العمل الأمني العراقي في الحكسة ليس وليد اليوم بل منذ نحو عامين. وكشف الأعرجي بالأرقام عن الوجود العراقي في مخيم “الهول”، إذ تشير التقديرات الأمنية العرقية إلى 29 ألف عراقي، بينهم نحو 18 ألف شخص دون سن 18 عامًا، يقيمون في مخيم “موبوء ذو فكر متطرف مع القتلة والمجرمين”، على حد تعبيره. كما بيّن أن 12 ألفًا من محتجزي المخيم بلا وثائق، ما يعيق التوصل لهويتهم الدقيقة، وأن هناك 40 ألف شخص دون سن 18 عامًا في المخيم، من أصل حوالي 70 ألف شخص من مختلف الجنسيات. وجدد الأعرجي المطالبة بإفراغ المنطقة من “هؤلاء المجرمين” كونهم يهددون الأمن القومي العراقي والمنطقة، كما اقترح نقلهم إلى جزيرة مثل غوانتنامو وأمثالها “للتخلص من شرهم في هذه المنطقة الحساسة”، في حال تعذرت إعادتهم لبلدانهم. وكانت الحكومة العراقية استقبلت 450 عائلة في عام 2021، ووضعت العائلات في أحد المخيمات، بإشراف الأمم المتحدة، وبالتعاون مع وزارة الهجرة العراقية ووزارة الصحة والتربية ووزارة الشباب والرياضة. كما استلمت الحكومة العراقية و839 عراقيًا من سجن “غويران”، منذ عام 2019، حتى نهاية 2021، وجرى تسليمهم للقضاء العراقي، بحسب الأعرجي. وعادت أكثر من 70 عائلة لمكان سكنها القديم في العراق بعد التواصل مع أبناء المنطقة وشيوخ العشائر هناك. ويضم مخيم الهول ثلاثة أقسام، بمن فيهم عائلات قيادات تنظيم “داعش، ونساء “لا تقل إجرامًا عن الرجال”، فهناك قسم للعراقيين، وقسم للسوريين، وقسم للأجانب من أكثر من 50 دولة، وفق الأعرجي. وفي 19 من كانون الثاني الماضي، هاجمت خلايا من تنظيم “داعش” سجن “غويران”، في محاولة لإطلاق سراح آلاف من عناصره من داخل السجن. واستمرت المعارك بين خلايا التنظيم و”قسد” لنحو عشرة أيام، أسفرت عن سيطرة الأخيرة على السجن، إذ قتل عناصر تنظيم “داعش” 77 شخصًا من العاملين في مؤسسات السجن والحراس، كما قتلوا 40 مقاتلًا من “قسد”، وأربعة مواطنين، بحسب بيان صادر عن “قسد”. مستشار الأمن الوطني الأمريكي، جاك سوليفان، قال في بيان، في 30 من كانون الثاني الماضي، إن الولايات المتحدة تشيد بـ”قسد” التي أكملت مع قوات التحالف الدولي عملياتها لإعادة السيطرة على سجن “غويران”. وأعلن بيان صحفي أصدرته خلية “الإعلام الأمني“، في 3 من شباط، اتخاذ القوات الأمنية العراقية إجراءات أمنية تخللتها عمليات تفتيش في السجون العراقية التي تضم سجناء من مقاتلي تنظيم “داعش”، على خلفية أحداث سجن “غويران”، إلى جانب تعزي القوات العراقية وجودها العسكري على الحدود الفاصلة بين العراق وسوريا، كأحد الإجراءات الاحترازية.
*
اضافة التعليق