لماذا يتجاهل الإعلام دور المخابرات العراقية في اصطياد الرؤوس الكبيرة، وينكرون المعلومات الإستخبارية المهمة التي قدمتها في قتل قرداش؟

بغداد- العراق اليوم:

يعرف العالم وكل الأجهزة الاستخبارية والمخابراتية الدولية اي دور هام وضروري ومحوري لعبه جهاز المخابرات الوطني العراقي، وكيف ان كل عملية كبرى استهدفت التنظيمات المتطرفة والإرهابية في العراق وخارجه كان يقف خلفها رجال المخابرات العراقية، الذين شقوا تنظيمات معقدة البناء التنظيمي، واخترقوا منظومات شديدة الخطورة والتحصين .

إن هذا العمل المعلوماتي وهذا الدور الاستطلاعي، امتد على خارطة المنطقة برمتها، فاستطاع ان يطيح بقائد تنظيم داعش الارهابي، المقبور ابو بكر البغدادي، واستطاع ان يساهم بقتل قادته التنظيميين والميدانين، الواحد تلو الآخر، ولم يقتصر دوره على حدود العراق المحلية، بل تعداه الى ان يمتد على خارطة المنطقة الاقليمية، من سوريا الى الباكستان، ولعب دوراً حساسا للغاية في كشف خيوط الجماعات الإرهابية وتعريتها تماما.

ناهيك عن دورها المحلي والدولي في متابعة وملاحقة وكشف عصابات كبيرة في تهريب المخدرات، وتزييف العملة، وغير ذلك من الجرائم الخطيرة.

ولأن الجهاز بطبيعته العملياتية، يتخذ الصمت مفتاحاً للنجاح، فأنه يمارس دوره بعيداً عن الاضواء، لكن هذا الصمت يحوله الإعلام المنحاز والمغرض واللا مسؤول الى ( نكران)، وقفز على المنجز، وعدم ذكر الجهة الاكثر فاعلية بشهادة الجميع، بل ان البعض لم يكتف بتجاهل دور هؤلاء الشباب البواسل في صناعة الاحداث فحسب، إنما راح يقاطع، ويحاصر بعض الاخبار التي تتنشر هنا وهناك عن أنشطة هذا الحهاز الوطني الفاعل، ولعل مقتل الخليفة الداعشي عبد الله قرداش، في عملية أمنية مشتركة، كانت المحطة الأخرى من محطات عمل هذه المؤسسة الوطنية، حيث حققت إنجازا يحق للعراقيين جميعاً ان

يفتخروا  به، وان يرفعوا له القبعات، لكننا رأينا للأسف تجاهلاً خبيثاً، وصمتاً مطبقاً من الإعلام العربي، والدولي، يؤشر مدى غياب المهنية والمصداقية الصحفية والإعلامية في هذه التوجهات.

فبينما افردت كبريات الفضائيات العربية الاكثر مشاهدة، تغطيات حية، وراحت تتحدث عن الحدث بكل تفاصيله، لم تكلف نفسها عناء البحث عن مصدر هذه المعلومات، وطريقة الرصد والمتابعة والتقييم والتحليل للمعلومات، وكيف استطاع اشاوس جهاز  المخابرات الوطني ان يخترقوا تلك الجغرافيا الصعبة، وينجزوا حدثاً يشبه مقتل الارهابي اسامة بن لادن.

نحن نعي تماما اي دور يلعبه جهازنا الوطني، ونعرف النوايا الصادقة والمخلصة للوطن ولمصالح الشعب، ونعرف ان في هذه المؤسسة رجالاً نذروا ارواحهم فداء لوطنهم، ونعرف انهم لا ينتظرون كلمة شكر الاٌ من ابناء شعبهم وقيادتهم، ولكننا نأسف ونأسى لحال الإعلام العربي، والمحلي أيضاً، الذي لا يزال يحاول حجب كل ما هو عراقي، وهيهات لهم ذلك، فالشمس لا تجحب بغربال ابداً.

 

علق هنا