بغداد- العراق اليوم: تدفع إيران بشكل مباشر لوقف الاضطرابات الداخلية في العراق والتي قد تتسبب بها الفصائل العراقية المقربة منها، في وقت تسعى الاخيرة الى الحفاظ على مواقعها النيابية السابقة، في ذات الوقت الذ تخوض فيه ايران مفاوضات متوترة حول طموحاتها النووية مع الولايات المتحدة. وذكرت وكالة رويترز في تقرير تابعه (العراق اليوم) ان إحدى هذه التدخلات جرت في الشهر الماضي، بعد ساعات من الهجوم على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بغداد والذي اشتبه بتورط جماعات موالية لإيران فيه -حسب وكالة رويتر طبعاً- واستنادا الى مسؤولين في الفصائل، وسياسيين عراقيين ودبلوماسيين غربيين، فإن قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني اسماعيل قاآني، هرع الى بغداد بعد ذلك الهجوم، لإطفاء الحريق، وابلاغ رسالة الى الفصائل القريبة من ايران والتي رفضت الاعتراف بالنتائج الاولية لانتخابات العاشر من اكتوبر/تشرين الاول التي تصدر فيها الكتلة الصدرية التابعة لزعيم التيار مقتدى الصدر الذي وصفته “رويترز” بانه “مرشح شعبوي معارض للنفوذ الايراني”. “أقبلوا النتائج” وذكرت “رويترز” ان رسالة قاآني كانت “اقبلوا بالنتائج”. ووفقا لأشخاص مطلعين على أجواء المحادثات، فان قاآني ابلغ اثنين من زعماء القوى الشيعية، ان هذا الموقف السياسي يهدد سلطة الغالبية الشيعية. واوضحت الوكالة انه خلال اجتماع مقتضب في مكتب احد السياسيين المخضرمين المدعومين من ايران، تحدث قاآني مع زعيمين لجماعات تدعمها ايران، واتهمهما بانهما تعاملا بشكل غير سليم مع تداعيات الانتخابات، وذلك بحسب ما أورده احد مسؤولي الفصائل العراقية، مطلع بشكل مباشر على اللقاء، بالإضافة لسياسيين اثنين مرتبطين بالفصائل تم اطلاعهما على الاجتماع. وبحسب هؤلاء، فان قاآني، الذي كان يرافقه وفد صغير، طلب من قادة الفصائل، السيطرة على مؤيديهم والمتشددين. ونقل التقرير عن مسؤول احد الفصائل، ان “الايرانيين كانوا غاضبين”، مضيفا ان مسؤولاً ايرانيا سأل: “هل تريدون حربا اهلية شيعية؟”. وبحسب مصادر من داخل الفصائل، والديبلوماسيين الغربيين ومسؤول امني عراقي، فان قاآني ابلغ الجماعات التي التقى بها، بضرورة وقف تأجيج الاضطرابات في العراق. وبحسب “رويترز” فان الحكومة الايرانية والحرس الثوري وقاآني ومكتب رئيس الوزراء العراقي، لم يردوا على طلبات التعليق على هذا التقرير. إيران ترفض التوتر الشيعي واعتبر التقرير ان التوترات بين الشيعة في العراق هي بمثابة تشتيت غير مرحب به بالنسبة لطهران فيما تخوض محادثات غير مباشرة مع واشنطن بشان احياء الاتفاق النووي المبرم العام 2015.
*
اضافة التعليق