بغداد- العراق اليوم:
قال تقرير فرنسي،، إن الايزيديين في سنجار وأطرافها، يشعرون بالمرارة، بسبب تعرضهم للخيانة، ووجود مئات النساء الأيزيديات سجينات لدى تنظيم "داعش". وجاء في التقرير الذي أعده موقع "لومونود دبلوماتيك" الفرنسية، عن مأساة الأيزيدية في العراق، "ان سنجار ذا الغالبية الايزيدية، شمالي غرب العراق، الآن شبه مهجورة، ولم يعد إلى المدينة، بعد إعادة السيطرة عليها من قبل البشمركة، سوى 50 عائلة، من أصل سكانها البالغ عددهم 80 ألفًا". وأضاف التقرير، أن عدداً من البيشمركة موجودون داخل المدينة، اتخذوا من المدارس والبنايات الحكومية الباقية مقرات عسكرية. وقال قاسم ششو وهو قائد في البشمركة من الايزيدية، تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، "لقد تعرضنا للإبادة الجماعية من قبل، لكنَّ المذبحة الحالية تحدث في عصر التكنولوجيا الفائقة، لقد فقدنا آلاف الناس، وما زالت آلاف من أخواتنا سجينات لدى داعش". من جهته، قال أبو ماجد، وهو يعمل كطباخ، ان عناصر داعش اسروا زوجته وبناته الثلاث وأحد أبنائه الذكور في العام 2014، ولم تنجح سوى ابنته ذات الـ23 عاما في أن تتواصل معه، منذ شهرين، من محبسها في الرقة في سوريا، ولم يبق له سوى ولد واحد. وأوضح التقرير، "ان الرجال الايزيديين الذين لم يتحولوا إلى الإسلام قتلوا بعد أسرهم، أما النساء، والأطفال، بدءا من سن التاسعة، فقد جمعوا في مراكز، ثم أرسلوا إلى تل عفر المجاورة، وبيعوا سبايا لمقاتلي داعش في كل المنطقة التي تتحكم فيها خلافتهم المزعومة"، مضيفا "لا أحد يعرف العدد المحدد للقتلى أو المخطوفين، لكنَّ المنظمات الايزيدية تتحدث عن 2240 قتيلاً، و1020 مفقودًا يخشى من تعرضهم للقتل، وأكثر من 5800 مخطوف، مات أكثر من 280 طفلاً، معظمهم أطفال، من العطش والتعب في الأيام القليلة الأولى". وبحسب التقرير، "لم تتعرض أية مجموعة عرقية أخرى لمثل هذه الوحشية الداعشية أكثر من الايزيديين، لم يكن العنف مقصوداً به مجرد التخويف أو الإخضاع، وإنما تدمير الثقافة وطريقة الحياة اليزيدية"، مضيفا أن "العنف ليس جديدا على الايزيديين، الذين يشيرون إلى أحداث عام 2014 بأنها (المذبحة الـ73) مستخدمين كلمة فرمان، وهي مصطلح عثماني يعني منشورا سلطانيّا، في إشارة إلى مذابح القرن التاسع عشر التي ارتكبها السلطان عبد الحميد الثاني ضدهم". وأشار التقرير الى ان "هناك لغزًا، وهو لماذا لم تكمل داعش هجومها ضد بغداد، العاصمة ومركز السلطة في العراق، وبدلاً من ذلك هاجمت المناطق المسكونة بالايزيديين في سنجار، تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية؟ حيث ان هذا السلوك لم يكن منطقيًّا في سياق الصراع بين السلطة الشيعية في بغداد، والسنة الساعين للانتقام"، متابعا "ان هجوم داعش على سنجار ذو دلالة على التنظيم، وسلوكه المتناقض". وأوضحت لوموند، "إنَّ الكثير من الايزديين النازحين الذين أجريت معهم مقابلات صحافية، أكدوا أنَّ من تولى الهجوم الأولي هم القبائل العربية المجاورة، الجحيش، وأبو متيميت، وأولاد الخاتون، وآخرون، من الذين اعطوا البيعة لداعش مع الهجوم على سنجار، مؤكدين، "ان قبيلة شمر، لم تنظيم إلى داعش". وبحسب التقرير،"فأن داعش عندما هاجم سنجار كسب بذلك مجندين من بين القبائل العربية في (الأراضي المتنازع عليها)، والذين حاربوا الكرد، ففتحوا بذلك جبهة جديدة مكلفة". وقال جميل شومر، مدير منظمة يزدا الإنسانية في دهوك، "ما زال الشعب الايزدي في انتظار تفسير من قادة حكومة إقليم كردستان، حول انسحاب البشمركة دون قتال امام داعش في العام 2014". وذكر التقرير ان "ترك المناطق الايزيدية دون دفاع، ادى إلى إثارة الأسئلة حول ما إذا كان الايزيديون جزءا من الأمة الكردية، وبعد أسبوع من هجوم داعش، نجح المقاتلون الكرد المتحالفون مع حزب العمال الكردستاني من سوريا في فتح ممر، وإنقاذ عشرات الآلاف من الايزيديين المحاصرين في جبل سنجار". وذكر الموقع الفرنسي، ان الكثير من الايزيدين لم يعودوا الى مناطقهم والتي استعادتها البيشمركة ومقاتلي قوات حماية الشعب الكردية، بسبب تقسيم المنطقة، حيث ان الجزء الشرقي تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني، في حين الجزء الغربي تحت تأثير حزب العمال الكردستاني. وتساءل الموقع، "هل سوف يتعافى الايزيديون من المذبحة الحالية؟ ومجيبة بأن هذا غير مؤكد، فمعظم الايزيديين يعيشون الان في معسكرات لاجئين مكتظة، ويحظون بخدمات قليلة، أو بلا خدمات على الإطلاق، والكثيرون غيرهم لجؤوا إلى أوروبا". ويقول التقرير: "ان الايزيديون يشعرون بالمرارة لتعرضهم للخيانة، إذ انهم تعرضوا للذبح على يد جيرانهم العرب السابقين، وخانهم الكرد، إخوتهم العرقيون، ونسيهم المجتمع الدولي"، مضيفا "ان الايزيديون، يحتاجون قبل أن يعودوا إلى منازلهم ويبدأوا في إعادة بناء حياتهم، إلى الشعور بالأمل بأنَّ الفرمان الـ73 سوف يكون الأخير". يذكر ان حوالي 2000 امرأة ايزدية تم تحريرهم من ايدي التنظيم، الا ان 3200 امرأة أخرى ما زالوا تحت أسر داعش، معظمهنَّ في الرقة. وكان تنظيم داعش هاجم في شهر اب من العام 2014 مناطق الايزيدية في سنجار وزمار وربيعة، والتي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة منذ العام 2003، واستطاعت السيطرة علىها، وقام التنظيم في تلك المناطق بعمليات قتل ضد الاقلية الايزيدية، واسر الالاف من الرجال والنساء والاطفال الايزيديين، وباعهم في اسواق المدن التي يسيطر عليها.