بغداد- العراق اليوم: رأي الحقيقة من المشاكل التي تواجهها الصحافة الوطنية العراقية، وخصوصاً تلك التي لاتعمل بأجندة حزبية او فئوية سياسية، أو توجهات إقليمية أو دولية، هو غياب الموقف الواضح، والجرأة الكافية لتضع الحلول، قدر ما تتحول الى وسائل عاكسة للأخبار والأحداث في البلاد. نفهم أن تقديم خدمة خبرية للقراء ومستهلكي الأخبار، مهمة اساسية للصحافة الحديثة، وبمفهومها المهني، لكن هذا الفهم سيبقى قاصراً عن بلورة رؤية لدى المُتابع، مالم يُقرن برأي واضح، وصيغ تحليلية مقنعة، تنقل القارئ الى عمق المشهد، وما هو أبعد من الحدث الآني المتفاعل في لحظته، الذي عادةً ما يختفي في سباق اخباري متصاعد. بمعنى أخر، نقول، لو تحولت الصحف او الوكالات الى مجرد ادوات صامتة، تمرر الأخبار والأحداث دون رؤية، ستكون مجرد آلة صماء، في ظروف غاية في التعقيد، ومشهد لا يحتمل الحياد. لذا، غالباً ما نواجه بسؤال كبير من القارئ والمُتابع، حين ننقد موقفاً سياسياً او نقيّم تجربة ما، يأتينا السؤال المُحرج: نعم فهمنا، ولكن ما هو بديلكم كإعلام مسؤول ووطني؟. هذا السؤال مهم في تحديد فهم طبيعة المهمة التي نضطلعُ بها، لذا فأننا من هذا العدد، وقبيل الانتخابات النيابية، سنشخص بعض الإلتماعات في فضاء السياسة العراقية، وسنقول للقارئ هذا خيار جيد إن شئت، لا دعايةً له، بل تقييم مبني على الكثير من الدلائل. لذلك نقول أيضاً، إن من بين الكثير من القوائم المتنافسة والاسماء الرنانة، يبزر اسم المهندس والوزير العراقي محمد صاحب الدراجي، كونه رجلاً صادقاً ومختصاً ومهنياً، وصاحب سفر جيد من الاداء الناجح، سواء في توليه منصب وزارة الإسكان والاعمار، أو توليه منصب وزير الصناعة العراقية لفترة وجيزة، وبعدها الفترة النيابية التي عمل فيها بقوة على مشاريع تنموية واقتصادية ناهضة، أو ادارته الحالية لهيئة التصنيع الحربي. ولكن، من نراه مميزاً في سيرة هذا الرجل الذي يقود ائتلاف (مهنيون للإعمار)، أنهُ الأب الروحي، والمُصدر الأول لمفهوم، أو علامة " إحياء الصناعة الوطنية العراقية" كمشروع استقلالي، واقتصادي، مُرتبط بشكل مباشر باستعادة العراق الضائع، كدولة وازنة مرةً اخرى. نعم، فالدراجي الذي طرح المفهوم كفكرة، استطاع خلال فترة وجيزة ان يحوله لمطلب شعبي وطني، واستطاع ايضاً بنجاح خلال فترته الوجيزة، ان يعيد دوران الكثير من عجلات المعامل والمصانع التي أُخرجت عنوةً من الخدمة، لأهداف ضيقة ومآرب فاسدة بالضرورة. لقد استطاع الرجل ان يعيد هذه المصانع للحياة، والأهم، ان يبذر بذرة الوعي لدى الناس، بأن أي بلد لا صناعة فيه، هو بلد في عداد البلدان المعرضة للاندثار والاهتزازات والتلاشي، وسيبقى عرضة للابتزاز وعرضة للنهب، وغير مؤمّن استراتيجياً. هذا الوعي الذي شكله الدراجي، دفع ضريبته الكثير الكثير، ولا يزال الرجل يتعرض لحملات تشويه وملاحقات اعلامية ظالمة من قبل حيتان الفساد واعلامهم، وبالتالي، فأننا كلما اشتد الصراخ والعويل ضده، عرفنا ان الرجل يقترب من خطوط حمراء، ويحاول ان يضرب عش الدبابير، ولكنه ماضٍ على ما يبدو في مشروعه الوطني الى النهاية. واليوم، حيث يترشح الدراجي لاستكمال المهمة التي نعتقد بسمو هدفها، وعظم غايتها، آملين له أن يتوفق، وأن يكون خياراً ناجحاً لناخب عراقي بغدادي يريد ان تستعيد بلاده ألقها، وان يصل الى سدة المسؤولية، رجال اكفياء، واصحاب مواقف ثابتة، كما هو المهندس الدراجي، وبعض المخلصين من امثاله.
*
اضافة التعليق