بغداد- العراق اليوم: استذكرت صحيفة ميرور البريطانية، الأحد، 1 آب 2021، حادثة استقبال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، لرهائن غربيين في بلاده العام 1990. وورد في التقرير انه عندما صور الديكتاتور العراقي صدام حسين نفسه مع مجموعة من الرهائن الغربيين كان يحتجزهم كدروع بشرية بعد غزوه للكويت في 2 آب 1990، كان ذلك بمثابة مشاهدة مزعجة. وأضافت الصحيفة في تقرير قيل للعالم ألا يقلق، فقد كانوا يقيمون في فنادق فاخرة ويحتسون الكوكتيلات بجانب المسبح. لكن هؤلاء الرهائن ما زالوا يعانون من صدمة أسرهم لمدة أربعة أشهر. كانت حالات الاعتداءات الجسدية متفشية، وصدمات نفسية، بما في ذلك الإعدام الوهمي، والقتل المشهود، والخوف من الموت جوعاً. كان لدى صدام 661 رهينة، من بينهم 260 بريطانياً. واستدعى الفتى البريطاني ستيوارت لوكوود، البالغ من العمر خمس سنوات، والذي كان والده يعمل في صناعة النفط في البلاد، إلى لقاء صدام. ويتذكر ستيوارت معاملة صدام له قائلاً: بدأ يسألني أسئلة غريبة مثل، هل تناولت الحليب مع إفطارك؟ ثم حاول أن يجلسني في حجره. كان كل من جينيفر وجون تشابيل طفلين عندما اختطفهما صدام كرهائن. ورغم أن المشاهد كانت مثيرة للقلق، لم يكن هناك أي تلميح لسوء المعاملة الوحشية لهذه المجموعة من الدروع غير المحظوظة، كان الواقع مختلفاً جداً جداً. واليوم، يعاني الكثير من اضطراب ما بعد الصدمة. أكثر من نصفهم تركوا العلاقات والوظائف التي دمرتها الضغوط والصعوبات المالية وعانوا من الاكتئاب والمرض. حاول البعض الانتحار، ونجح البعض الآخر. ولعل الأثقل من ذلك كله هو المعاناة المستمرة لأولئك الرهائن الذين اقتيدوا قسرا الى الأسر كمسافرين مدنيين أبرياء على متن رحلة الخطوط الجوية البريطانية. ويقول الصحفي الاستقصائي ستيفن ديفيس إن الطائرة هبطت مع العلم أن الغزو قد حدث. لكن رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر قالت إن الطائرة هبطت قبل الغزو. وقال ستيفن ان الرحلة 149 هبطت عن قصد ، مما عرض الركاب لخطر شديد بسبب وجود عملاء سريين على متنها. في 1 اب 1990، كانت تقارير إخبارية تبث القوات العراقية على الحدود مع الكويت بينما كان الركاب ينتظرون الصعود على متن الرحلة المؤجلة 149. في الواقع، يدعي ستيفن أنه شاهد ملفات رفعت عنها السرية لوكالة المخابرات المركزية والتي تكشف عن تحذيرات رسمية تم تبادلها في واشنطن ولندن تشير إلى الغزو قبل يومين من إقلاع الطائرة. وأنه تم إصدار تحذير رسمي بالحرب قبل ثماني ساعات من إقلاع الطائرة. في غضون ذلك، قام العراقيون باعتقال الطاقم والركاب ونقلهم إلى الفنادق. بعد احتجازهم هناك، تم توزيعهم على المعسكرات والمباني في حوالي 70 موقعًا في جميع أنحاء الكويت والعراق، في مواقع كيميائية ونووية وعسكرية كان صدام يخشى أن يتم استهدافهم بقصف الحلفاء ردًا على ذلك. في النهاية، بدأ صدام بالخضوع للضغط وأطلق سراح النساء والأطفال أولاً، ثم الرهائن الذكور. الآن، يطلب ستيفن من الحكومة تقديم بعض الاعتراف بمحنة الرهائن السابقين. ويقول: إنك تتحدث إلى الرهائن وأصواتهم لا تزال تهتز وهم يتمزقون. حتى بعد كل هذا الوقت. ختاماً لا أحد يعرف مشاعر هؤلاء الرهائن بعد ثلاثة عشر عاماً حين رأوا عبر شاشات التلفاز الجمود الامريكيين، وهم يخرجون الديكتاتور الذي اختطفهم دون أية جناية أو جريمة، من حفرة قذرة كان يختفي فيها، وربما سيقارنون بين صورتين، صورة الغرور والتجبر والعنجهية التي ظهر بها صدام في ساعات الاختطاف، وصورة الحفرة التي ترجمت بشكل واضح الخوف والرعب والجبن والذل المخجل الذي ظهر به ( البطل القومي) وهو يرتجف بيد الأمريكيين !
*
اضافة التعليق