بغداد- العراق اليوم:
هي شهادة من ضابط وكاتب وصحفي قومي معروف، نعم فهذه الشهادة كتبها ووققها الراحل امير الحلو رئيس مجلة الف باء في العراق، حيث قال: تمت دعوتي لخدمة الاحتياط وجرى تنسيبي الى ادارة الضباط وكانت الخفارات الليلية مستمرة طيلة الحرب العراقية – الايرانية ,, جلست وحدي في القاعة التي تضم اضابير ضباط الجيش العراقي منذ تاسيسه ,,, وبدات باضبارة نوري السعيد وجعفر العسكري مرورا بعبد الكريم قاسم ,,, كان المقدم الركن عبد الكريم قاسم امر احد الافواج الموجودة في منطقة سواره توكه في شمال العراق في نهاية الأربعينيات واضطر الامر ان ينام في العراء وسط البرد ويظهر انه اصيب بمرض ( البيتروتايفوئيد) وعند علاجه في بغداد لم يستجب للادوية ونظرا لخطورة حالته تقرر ارساله الى بريطانيا للعلاج على حساب الدولة ويظهر ان علاجه كان مكلفا وطويلا بما جعل صديقه الملحق العسكري العراقي في لندن انذاك العقيد حسن مصطفى ان يستمر بالصرف عليه حتى تجاوز المبلغ المقرر باكثر من ستمائة دينار عراقي وعندما عاد الى بغداد اصدر رئيس اركان الجيش امرا بتحميله المبلغ الاضافي وقطعه بالاقساط من راتبه وقد شعر الزعيم أن في ذلك غبنا له فهو مريض من جراء الخدمة وأداء الواجب فكتب العريضة تلو الاخرى ولكن لم تحصل الموافقة على أعفائه من المبلغ . وعندما أصبح رئيسا للوزراء قدم طلبا عنوانه من الزعيم الركن عبد الكريم قاسم الى مجلس الوزراء الذي هو رئيسه يعيد فيه شرح قضيته ويطالب باعادة المبلغ الذي دفعه من دون وجه حق اليه . (لقد توقفت عنذ ذلك وأتهمت الرجل مع نفسي باصراره على استرداد مبالغ حكومية)و بعد ان قلبت الصفحات الاخرى في اضبارته وجدت قرارا من مجلس الوزراء بالموافقة على اعادة المبلغ المذكور الى الزعيم الركن عبد الكريم قاسم،ولكني لاحظت أن النسخة المحفوظة في الاضبارة مؤشر عليها بعبارة تقول (يفتح حساب في مصرف الرافدين باسم جيش التحرير الفلسطيني ويوضع هذا المبلغ كبداية فيه) والتوقيع لعبد الكريم قاسم . أكبرت للرجل موقفه الوطني . أن ما ذكرته (مسند) بالوثائق والمستندات وبخط المرحوم الزعيم نفسه وبتقارير طبية صحيحة،،،هكذا تبنى الاوطان العربية وإلا فلا نوهم الجماهير. إنتهت شهادة الاستاذ أمير الحلو، فهل سيقرأها الغلسطينيون، بل والعراقيون ايضاً، ويقرؤوا الغانحة على روح من دعم وساند الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين دون ضجة وضجيج وأناشيد وخطابات وجعجعة ليس فيها طحين.
*
اضافة التعليق