بغداد- العراق اليوم: قال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام في الاردن، الأب الدكتور رفعت بدر، أن زيارة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الى العراق حوت عدة ابعاد مهمة في تاريخ المنطقة العربية برمتها. وبين في مقالة نشرها، أن " زيارة البابا فرنسيس العراق الشقيق، لمدة أربعة أيام، اتسمت بمحاور وابعاد عديدة: أوّلها تمتين العلاقات الدبلوماسية بين الدولة العراقية ودولة «الكرسي الرسولي» وهو الاسم المتعارف عليه بالمحافل الدولية عن دولة حاضرة «الفاتيكان»، كان هنالك لقاءات واضحة وشفافة وعبرّت عن مدى تقدير السلطات العراقية للنهج الذي يقوده البابا فرنسيس وبخاصة دعواته لإعلاء الكرامة الانسانية والدفاع عن كرامة الانسان الفقير والمحتاج والمشرّد واللاجئ. واضاف " امّا البعد الثاني، فهو تشجيع الايمان المسيحي لدى الجماعات المسيحية المتواجدة حالياً في العراق. ندرك تماماً بأن العراق الشقيق قد تعرض لحروب متتالية ولقتالات داخلية ولجماعات ارهابية قد حاولت أن تغير الفيسفساء والتعددية الدينية في العراق الشقيق، وأصاب المسيحيين الكثير الكثير من المآسي، وبالأخص بعد هجوم ما يسمى بداعش على الموصل وسائر المدن والقرى التي أُفرغت بشكل كامل من المسيحيين. إنّ البابا فرنسيس قد أتى ليصلي مع المسيحيين الصامدين في بغداد، وأيضاً مع المسيحيين العائدين إلى الموصل وإلى قرقوش، وكم كان فعلاً مؤثراً توجيه كلمات التشجيع والمحبة من البابا، الذي يمثل رأس الكنيسة الكاثوليكية، ويأتي بدون مصالح إقتصادية أو سياسية، فقط ليشجع الانسان المسيحي في العراق على المضي قدماً. وتابع " اما البعد الثالث للزيارة هو العلاقات التعاونية بين الأديان، في الزيارة تم أمران شديدا الأهمية: الأول هو لقاء قداسة البابا فرنسيس مع المرجع الشيعي السيد علي السيستاني وما يمثله من تأثير معنوي على ملايين البشر. والأمر الثاني هو اللقاء التاريخي في مدينة أور الكلدانية في محافظة الناصرية جنوب العراق، حيث وقف البابا فرنسيس تحت خيمة واحدة مع ممثلي الأديان المعترف بهم في الدولة العراقية ولهم أيضاً تاريخ حافل في التاريخ العراقي. طبعاً نتكلم عن الديانتين الرئيسيتين الاسلام بشقيه السني والشيعي والمسيحية، ولكن كان هنالك أيضاً ممثلو الأديان المتواجدة في العراق منذ عصور كبيرة مثل البهائية والصابئة المندائية والشبك واليزيدية والكاكائية. واشار ايضاً " الى أن البعد الرابع، تمثل في العلاقات بين الكنائس: التقى البابا فرنسيس بمختلف الكنائس الكاثوليكية وغير الكاثوليكية، ندرك بأن العراق فيه فسيفساء كنسية وفيه الكنائس الشرقية الأشورية، التي هي أيضاً لها أتباع عديدون وقال البابا فرنسيس إن الشهداء الذين سقطوا من مختلف الكنائس والآن هم يلتقون في السماء ويسطعون مثل النجوم. هذا الكلام يدّل على ما يكرّره دائماً وهو مسكونية (وحدة الكنيسة في الدم)، ذلك أنّ وحدة الدم والشهادة تؤهل العراقيين اليوم وبالأخص أتباع الكنائس إلى أن يكونوا أيضاً على كلمة واحدة. وأختتم بالاشارة الى البعد الخامس، هو بُعد الدعوة إلى احلال السلام والطمأنينة، وقد رّكز البابا فرنسيس على الدور الذي يقوم به العراق، وكذلك وجّه دعوة عبر التويتر إلى عدم نسيان الجارة العزيزة سوريا، وكذلك تم التوقف في الخطابات عند القضية المحورية في الشرق وهي القضية الفلسطينية.
*
اضافة التعليق