بغداد- العراق اليوم:
منذ يومين وإعلام السعودية وقطر، والأبواق الإعلامية العربية التابعة لهما تهلهل وتزغرد فرحة (بمقتل) ضابط عراقي كبير في عمليات تحرير الموصل.
فها هي جريدة (الوطن) البحرينية تحتفل (بمقتل) ضابط عراقي كبير في عمليات الموصل على يد (مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية) وتؤكد على صلابة دفاعات (التنظيم) ومقاومته الشرسة
ومثلها فعلت جريدة القدس العربي الممولة من قطر، حيث يمكن للقارئ ان يشم رائحة التشفي والشماتة من بين سطور هذا الخبر (السعيد) وهناك أكثر من اربعين قناة وجريدة وموقع سعودي ويمني وسوري وفلسطيني وأردني تابع للمال الخليجي تم احصاءها ومتابعتها وهي تحتفل بهذا الحدث العظيم بل ان الصفاقة والسفالة وصلت بموقع يمني تابع للمال السعودي لان يقول ان الجيش العراقي خسر في معارك الموصل اربعة او خمسة اضعاف ما خسره (التنظيم). وما (مقتل) هذا القائد العسكري العراقي الكبير إلا تأكيد لما يدعيه!
والمشكلة التي ستظل ملازمة لهذا الإعلام العربي الحاقد تتلخص في غبائه المفرط.. وإلا كيف يشمت بجيش بلد يستشهد فيه قادته. اليس هذا فخر للجيش وللبلد. ثم متى كانت الشهادة باباً لمرور الشامتين. اليس الشهادة وساماً عالياً لا يناله الا الابرار القديسين؟
وسيكون الفخر أعظم حين يتسابق من اجله القادة مع جنودهم.. كما حصل في استشهاد العقيد البطل سبهان حسن اسماعيل الجبوري آمر لواء المشاة 71 الذي تدافع مع جنوده من اجل نيل هذه الشهادة.. وسيكون المجد أسمى وأكثر علواً حين يتدافع من اجل الفوز به المتطوع المدني مع المقاتل العسكري كما يحصل اليوم في عمليات تحرير المدن العراقية، حيث تجد ابطال الحشد الشعبي يتسابقون مع اشقائهم ابطال الجيش والشرطة من اجل الحصول على وسام الشهادة.
إن شعباً فيه مثل هؤلاء الأبطال يستحق الفخر والإعتزاز من قبل الشعب العربي وليس التشفي والشماتة بشهدائه، لاسيما وإن العراقيين أوقفوا الصورة على قدميها فعادت الى حيث يجب ان تكون عليه، ليعيدوا ببطولاتهم الفذة صياغة المعادلة العربية التي ظلت مقلوبة لعقود عديدة، فقد كان ومازال العرب ينشدون للنصر الذي لم يزرهم منذ زمن طويل.. بمعنى ان سياسيي امتنا المهزومة لعقود عديدة يغنون للنصر الموهوم، والبطولات الكاذبة.
ولا يغنون للأبطال الحقيقيين الذين يصنعون المعجزات في معارك التحرير من داعش، ويبهرون العالم بمآثرهم الفذة.. والمصيبة ان العرب لا يكتفون بعدم التغني بأنتصارات العراقيين، أنما راحوا أيضاً يدقون الدفوف والطبول لأعداء العراق، فيدعمونهم بكل ما يملكون من اسباب ومتوفرات تشجيعية، لذلك تجدهم - أي العرب - يقللون من حجم انتصارات العراقيين ويبالغون في نفخ بالونات (خسائر) الجيش العراقي، فضلاً عن عمليات التشويه والتسقيط التي يمارسها الأعلام العربي ضد أحد اهم دعامات النصر العراقي، وأقصد الحشد الشعبي، خصوصا الإعلام الخليجي الذي لم يتوقف دقيقة واحدة عن دق طبول التحريض والحث المستميت ضد ابطال الحشد الشعبي..
وأخيرا نقول: اين المشكلة او الغرابة او العيب في استشهاد ضابط عسكري برتبة عقيد في معركة تحرير شرسة.. اليس الضابط شخصاً عسكرياً وظيفته القتال، وواجبه الدفاع عن وطنه.. اليس الضابط سواء اكان برتبة صغيرة او برتبة كبيرة هو مشروع استشهادي، فعلام هذه الضجة القائمة منذ يومين في اوساط الأعلام السعودي القطري، وعلام هذه الفرحة الداعرة في قنوات الجزيرة والعربية وبقية الجوق العربي ومتى يعي فيصل القاسم وعاهراته ان العراقيين خلقوا للبطولات، وللشجاعة، وما الشهادة إلا درجة من درجات سلم الامجاد.. رحم الله الشهيد البطل سبهان الجبوري، واخزى الله أذلاء هذه الأمة المبتلية بالعاهات.