بغداد- العراق اليوم:
كاظم فنجان الحمامي
سؤال في غاية الأهمية لابد من الإجابة عليه، لأنه من غير المعقول ان يتعرض خبراء البصرة وقادتها لحملات متواصلة لتشويه صورتهم والتشهير بهم من دون ان تكون لنا نظرة فاحصة في البحث عن جذور هذه الظاهرة التسقيطية ودوافعها. فقد اصبح الظهور الاعلامي البارز لأبناء البصرة أمام الرأي العام من الممنوعات والمحرمات، فمجرد ظهور أي مهندس مبدع، أو تربوي فاضل، أو محلل سياسي يتمتع بروح وطنية صادقة، أو مقاول ناجح، أو مستثمر ذكي، أو صحفي لامع، أو اكاديمي مميز، أو حتى رجل دين معتدل، بمجرد محاولة أي من هؤلاء صعود سلم الشهرة تتحرك ضده جحافل فيسبوكية مدربة على التلفيق والتكذيب والتحريض والتسفيه، حتى صار واضحاً ان الشهرة غير مسموح بها في البصرة. ربما تُفسر هذه الظاهرة (في بلدان اخرى) بأنها من إفرازات القمع التي تنتجها الأنظمة السياسية المستبدة ضد الشعوب المقهورة. لكن الحقيقة خلاف ذلك تماماً، فكل القصة وما فيها ان الطامعين بثروات البصرة هم الذين تبنوا سياسة الإطاحة بكل رمز من رموزها مع سبق الاصرار والترصد، وهم الذين خططوا لإزاحة كل موهوب يمتلك كاريزما الوقوف في الصف الأمامي. لم يسلم من هذه الحملات أي رجل أو أمرأة ينتمون الى البصرة ويحملون همومها ويسعون لتحسين أوضاعها. وبات واضحاً ان هذه الحملات ستكون أكثر ضراوة في بث سمومها ضد الشخصيات اللامعة من الذين يمتلكون قواعد جماهيرية تؤيدهم، وستزداد ضراوتها أكثر فأكثر كلما اقتربنا من موعد الانتخابات القادمة. وتذكروا دائما أن (الحمى تجي من الرجلين). فما بالك لو كانت أرجلنا مصابة بالغرغرينا والسكري.
*
اضافة التعليق