زيد عبد الكريم نجرس
لم يَدُر في خلد احد ان وزير التكنوقراط لوزارة النقل كاظم فنجان ان يكون نهماً سهلاً لـ"عتاولة" اللجنة الاقتصادية في المجلس الأعلى.
واجزم ان ذلك لم يكن قصد السيد رئيس الوزراء او هدفه من التغيير ، لكن ما حدث كان مفاجئاً تماماً للجميع.
وزراء التكنوقراط الآخرين اثبتوا على الأقل لحد اللحظة مهنيتهم وعدم سطوة احزابهم او الكتل التي اختارتهم عليهم، وانفرد فنجان بشكل واضح من الانبطاح المطلق لأوامر وتوجهات اللجنة الاقتصادية في المجلس الأعلى، ولكل هذا الانبطاح اسباباً تتمثل في صعود جيل جديد في قيادة المجلس يقربهم رئيس المجلس عمار الحكيم على حساب الحرس القديم المتمثل بعادل عبد المهدي وباقر جبر صولاغ.
فنجان استلم الوزارة من عبد الحسين عبطان الوزير بالوكالة بعد قبول استقالة باقر جبر صولاغ، وقد استطاع عبطان في غضون شهر واحد وبالتركيز على قطاع الطيران بسبب تأثيرات شريكه التجاري وصديقه المقرب عقيل الربيعي، استطاع عبطان ان يجبر إدارة الخطوط الجوية العراقية ان توقع عقدا مع شركة أطلس جت التركية السيئ الصيت والذي سجلت الخطوط بموجبه ٣ طائرات لدى الشركة التركية فقط لتغطية اخفاق العراقية في الاستجابة لما يسمى متطلبات تشغيل مشغل البلد الثالث والمعروف بال TCO لدى المنظمة الأوربية للسلامة EASA ولكم مختصر القصة:
بعد المنع الأوربي اقترح خبراء الطيران على وزير النقل حينها باقر صولاغ ، ان يتم تسجيل عدد محدد من طائرات العراقية لدى مشغلين أوربيين مع طواقم الخطوط مقابل ٦٠٠ دولار لساعة الطيران الواحدة لكي يتم تجاوز موضوع متطلبات مشغل البلد الثالث مؤقتا ، وتحت مشغل أوربي ولَم يكن باقر صولاغ يحصل حينها على مشورة صحيحة في قطاع الطيران وتردد، وفضل ان يستأجر طائرات بدلا من تسجيل طائرات العراقية حسب المقترح أرهقت ميزانية الخطوط وجمدت طائرات العراقية و بعد استلام عبطان لوزارة النقل بالوكالة، فمن الطبيعي ان يكون عقيل الربيعي ( وهو أيضا صاحب شركة الوطنية سيئة الصيت التي حاولت الدخول في جباية اجور عبور اجواء العراق في صفقة فاسدة كان ضحيتها مدير عام السلطة السابق ناصر البندر ) ولكون عقيل الربيعي هو الوكيل العام لاطلس جت في العراق وتأثيره كبير جدا على عبد الحسين عبطان، اضافة لكًونه شريك تجاري لعبطان منذ ان كان الأخير يعمل في مطار النجف فقد قام عبطان بالضغط على إدارة الخطوط الجوية العراقية على توقيع عقد أطلس جت بأجور تمثل ضعف ما متعارف عليه في سوق الطيران.
وقعت الخطوط هذا العقد وتدفع بموجبه ١١٠٠ دولار في ساعة الطيران الواحدة وبدون طواقم العراقية في حين وصلت الى الخطوط عروض اخرى من شركات أوروبية بسعر ٦٠٠ دولار لساعة الطيران الواحدة والموضوع واضح جدا ولا يحتاج الى حسابات كثيرة اذا علمنا ان كل طائرة تنفذ ما لايقل عن ٣٠٠ ساعة شهريا فعمولة عبطان وعقيل الربيعي لاتقل عن أربعة ملايين دولار شهريا !!!
هكذا تم "حلب" الخطوط ويتم استمرار حلبها آلان وكان تفسير عبطان حينها هو : عقد أطلس جت هو التفاف على الحظر الأوربي !!! ويعني التفافا على شروط سلامة التشغيل وهذه هي واحدة من مآسي وزاراءنا.
جاءنا بعد ذلك فنجان بخبره الكاذب حول تعليق المنع الأوربي وسارع الجميع بتوجيه سؤالا محرجا للوزير فنجان وهو اذا كان المنع الأوربي قد تم تعليقه فعلا فلماذا يستمر عقد أطلس جت ؟ ولماذا تستمر الخطوط الجوية العراقية بدفع هذه المبالغ الطائلة ؟ ولَم يرد أبدا لحد اللحظة.
عقيل الربيعي الذي لايعرف " الچك من البك" في عالم الطيران والذي كان يبيع السبح في النجف الى وقت قريب اصبح بين ليلة وضحاها منظراً في عالم الطيران !! بفضل علاقة الصداقة الحميمة التي تربطه بعبطان الذي يمثل احدى مهازل الزمن الأغبر الذي استوزر فيه من هب ودب لوزارة مهمة مثل وزارة النقل.
الوزير فنجان انكشف تماما امام الرأي العام بل ان سطوة المجلس الأعلى عليه أصبحت واضحة جدا بل ولدينا معلومات مؤكدة تشير الى ان الوزير فنجان يتصل أكثر من عشر مرات يوميا وبهاتفه الشخصي مع عقيل الربيعي لتنسيق الجهود لتوقيع صفقة اخرى في عهد فنجان وبمباركة المجلس الأعلى تتمثل في محاولة جلب شركة مغمورة وصغيرة جدا للتعاقد مع الخطوط الجوية العراقية بخصوص الخدمات الارضيّة ويمكن التأكد وتقصي حقيقة ما نقول من خلال كشف قائمة مكالمات هاتف الوزير !!
و هكذا يستمر مسلسل تدمير مؤسسات وزارة النقل وسنكشف في مقال جديد قريبا تفاصيل عقد لوفتهانزا الاستشارية الذي كان عرابه مستشار وزير النقل لشؤون الطيران ظافر زوري والذي يمثل توريطا كاملا وبكلف عالية جدا لوزارة النقل .... ترقبونا