بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
منذ طفولتنا وحتى مشيبنا ونحن نسمع أن الرياضة : ( حب وطاعة واحترام)، وأخلاق عالية دون أي شك. وبما ان السياسة تفسد الحب والقيم والأخلاق، فقد تبنت اللجنة الاولمبية الدولية في جوهر ميثاقها، ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، مبدأ فصل الرياضة عن السياسة بشكل رسمي، وهناك بنود ومواد في ميثاق اللجنة الأولمبية الدولية، ولوائح الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تمنع الخلط بين السياسة والرياضة، وتمنع كذلك تدخل الحكومات بشؤون الإتحادات الوطنية منعاً باتاً، ومعاقبة كل من يخالف هذه المبادئ .. ومثال على ذلك تعرض الاتحاد الكويتي والاتحاد العراقي وغيرهما إلى عقوبات شديدة مثل التجميد والحرمان لفترات غير قصيرة.. وعلى مدار التاريخ رأينا كيف كان اللاعب أو المنتخب الذي يستخدم مباراة كروية أو حدثاً رياضياً للتعبير عن رأي سياسي يتعرض لعقوبة شديدة، فقانون الفيفا ينص في أكثر من بند على ضرورة عدم الخلط بين السياسة والرياضة، خاصة المادة (6) الخاصة بالملابس الرياضية، والتي تؤكد أنه "يجب ألا تحتوي التجهيزات الأساسية الإجبارية (ملابس اللاعبين من قميص وسراويل وجوارب وأحذية)، على أي شعارات أو بيانات أو صور سياسية أو دينية أو حتى شخصية، والفريق الذي تحتوي تجهيزاته الأساسية على ذلك ستتم معاقبته من قبل منظم المسابقة أو من قبل الفيفا ..! وأجزم أنكم تتفقون معي ان هذا الكلام حلو جداً .. فمن يمنع استخدام الملابس الرياضية لأغراض السياسة، كيف يسمح باستخدام السياسة والطائفية والعنصرية في العملية الرياضية برمتها .. نعم، الكلام في المادة 6 حلو، لكن الأحلى منه حين يتم تطبيقه على المخالف .. فهل تم تطبيق بنود القانون الرياضي السامي على الجميع فعلاً، وهل أبعدت السياسة حقاً عن الميادين الرياضية، أم أن القوانين طبقت فقط على من يرغبون تطبيقها عليه، ولم تطبق على الجهة التي لديها (حبايب) وأموال وقوة ونفوذ مثل أمريكا ؟! لماذا هذه الازدواجية.. ولماذا تدخل السياسة مثلاً في فرض العقوبات على روسيا، كتعليق مشاركات منتخبها والأندية الروسية من مسابقة الفيفا، ومن الاتحاد الأوروبي "يويفا"، واستبعاد روسيا من كأس العالم، وفرض عزلة على ممثليها وحرمان منتخباتها من اللعب في المسابقات!. بينما لم تطبق العقوبات على رياضة إسرائيل رغم أن الكيان الصهيونى مارس حرب الإبادة الفعلية ضد شعب غزة الفلسطيني، ودمر مفهوم حقوق الإنسان، تدميراً تاماً.. !! وإذا كان الاتحاد الدولي ( الفيفا) غير معني بالشأن السياسي ومنفصل تماماً عنه كما يدعي، فلماذ إذاً يحضر رئيسه السيد جياني إنفانتينو مؤتمر شرم الشيخ مع أكثر من عشرين رئيس دولة (سياسي)، ليس فيهم لاعب كرة قدم واحد، اللهم إلا إذا اعتبرنا دونالد ترامب ( لاعباً)، وماكرون حكماً كروياً، والسيسي مدرباً ، وأردوغان مدلكاً ؟! وأجزم يقيناً أن مؤتمر شرم الشيخ لم يناقش مشاكل اللا ليغا والتحكيم الإسباني ولا مشكلة ( الأوفسايد )، أو أسباب الإصابات التي باتت تهدد اللاعبين في الفترة الأخيرة، إنما ناقش قضية سياسية محضة تتعلق بحركة حماس واسرائيل !! إذاً فإن فصل السياسة عن الرياضة أكذوبة، يتوجب على اتحاد الفيفا وفروعه القارية التوقف عنها تماماً. وعودة لعنوان المقال، فإن خسارتنا في مباراة التأهيل أمام السعودية ظلم وتمييز كبيران، والشيء نفسه يقال عن خسارة فريق الإمارات أمام قطر أيضاً.. وكي أكون منصفاً، فأن الظلم لم يأت من حكم المباراة، ولا حتى من المملكة السعودية، رغم أن (الرياض) مارست ضد بعثتنا الرياضية كل الإجراءات اللا أخلاقية القذرة، التي أستحي من التحدث بها وبتفاصيلها، إنما سأترك الحديث عنها للجمهور العراقي الذي حضر المباراة، وأعتقد أن المضايقات والإستفزازات القبيحة التي قام بها موظفو الهجرة في المطار، وما تعرض له جمهورنا ( القليل) في جدة وتمزيق العلم العراقي في ملعب الجوهرة، كانت أفعالاً منظمة ومقصودة، ومؤثرة سلباً على معنويات اللاعبين والجمهور معاً .. ورغم كل هذه الضغوط السعودية، فإني أبرئ ( الرياض ) من الظلم الذي وقع علينا، لأن السعودية كفريق خصم ومنافس يسعى للفوز ببطاقة التأهيل، رغم اعتراضي على أساليبه غير الرياضية وغير العربية الأصيلة !! إن الظلم الذي لحق بنا وتسبب بخسارتنا يكمن في تحيز الاتحاد الآسيوي ومن خلفه الاتحاد الدولي الفيفا، إذ كيف يمكن لفرق ثلاثة أن تلعب مبارياتها في الملحق على ملعب أحد هذه الفرق الثلاثة، وليس على ملعب محايد.. وهل حدث مثل هذا الأمر من قبل في جميع مراحل التاريخ الكروي..؟! أريد جواباً من أي مسؤول في الاتحادين الدولي والآسيوي حول هذه القضية .. وأريد أن أعرف لماذا يلعب منتخبا العراق وإندونسيا مع منتخب السعودية في ملعب السعودية وأمام جمهور السعودية، وليس في ملعب ايراني او بحريني او قطري أو مصري محايد؟ ولماذا تلعب الإمارات وعمان مع قطر في الدوحة وليس في ملعب آخر ؟ علماً بأن مباريات الملحق تقام من دور واحد وليس بطريقة الذهاب والإياب كي تتحقق العدالة للجميع فضلاً عن ان مباريات هذا الملحق حاسمة وتأهيلية لكأس العالم .. أكرر لكأس العالم وليس لكأس الأمير طشت بن لگن بن إبريج ..! وهنا لعب الفار في عبّي، ومع هذا الفار الحنقباز حضرت السياسة، وراحا يلعبان في عبّ العراقيين جميعاً، ومنها تبدأ الاسئلة المزدحمة بالشكوك والظنون..وأول الشكوك والأقاويل، أن رئيس الفيفا ومن خلفه الاتحاد الآسيوي أرادا تأهل قطر والسعودية اكراماً لعيون ترامب الملونة .. فترامب كما يبدو (مرتاح) جداً لموقف قطر في اقناع حماس بالقبول باتفاق غزة الذي تبناه الرئيس ترامب شخصياً، وتأهيل قطر لكأس العالم يعد أثمن مكافأة يقدمها ترامب لأمير قطر بواسطة صديقه رئيس الفيفا.. كما أن ترامب ( مرتاح ) أيضاً للدور الإيجابي لاسيما المالي والسلمي الذي تلعبه السعودية بالمنطقة، بما في ذلك تهدئة الأوضاع في سوريا ولبنان وغيرهما من بلدان الإقليم الملتهبة.. وللحق، فأني أعترف أن فريقنا لم يكن جيداً بما يتفق وأهمية المباراة رغم أن لاعبينا بذلوا جهوداً كبيرة في الدفاع، وأعترف أن طريقة مدربنا (الخنيثة ) كانت أحد أسباب خسارتنا في مباراة امس الاول، لكن يجب أن لا ننسى أننا لعبنا في ملعب ( معادي) تماماً، وأمام ستين الف (مسعور ) مقابل خمسة آلاف عراقي مرعوب، منزوٍ في مدرجات تبعد عن ارض الملعب حوالي ستين الف متر ..! فشكراً لعدالة الاتحادين الدولي والآسيوي، وتحية عربية خالصة ( للأشقاء ) جداً في السعودية ..!
*
اضافة التعليق
ترامب يشرُّم أُذن و( تراچي ) شَرْم الشيخ ..
كيف نتخلص من مرض السكر، ونفوز على السعودية ونتأهل إلى كأس العالم ؟!
عبد الحليم حافظ وعبد الجبار الدراجي و(المرشحون الخردة) !!
رايح يا رايح وين ياسامي مسيعيده ؟!
من رئيس العرفاء مچيسر چاسب الى رئيس الوزراء محمد شياع ..!
غاب ( السيد ) فغاب ( الواهس) عن الثوار ..