بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
بعد مباراتنا مع إندونيسيا ليلة أمس الاول، قررت الكتابة عن المباراة، وتدوين بعض الملاحظات التي أجدها ضرورية جداً قبل مباراتنا الحاسمة مع الأشقاء السعوديين يوم غد الثلاثاء .. لذلك وضعت لها هذا العنوان التقليدي : " كيف نفوز على السعودية ونتأهل إلى كأس العالم"؟ وقبل أن أشرع بالكتابة لاحظت ابتسامة عريضة تلوح على وجه زوجتي، وحين سألتها عن سبب الإبتسامة، ضحكت وقالت: عنوان مقالتك يذكرني ببعض المنشورات والفيديوهات التي تحمل عناوين لافتة بل ومثيرة، مثل: كيف تقضي على مرض السكر بعشرة أيام، أو كيف تنقص وزنك في ساعة واحدة، أو كيف تتعلم الإنگليزية باسبوع، وحين تأتي إلى الحقيقة ستجد أن مريض السكر الذي يأخذ بهذه النصيحة لا يشفى بعشر سنوات وليس بعشرة أيام، وإن تعلم اللغة الإنگليزية حسب دروس صاحب المنشور لن يحصل بعد سبعين سنة وليس في سبعة أيام !! فضحكت وقلت لها: أشكرك جداً لأنك صححتِ لي عنوان مقالتي بذكرك لمرض السكر.. لأني أعتقد أن مرض السكر وارتفاع الضغط والجلطة الدموية وغيرها من الإعاقات هي نتائج حتمية أو شبه حتمية ينتهي بها المشجع العراقي لمنتخبه الكروي، ولا يفرق في ذلك سواء فاز المنتخب العراقي أو خسر ! لذلك -والكلام لم يزل لي - سأربط مرض السكر مع منتخب العراق ومباراته مع منتخب السعودية بعنوان المقال، راجياً من الله أن يبعد عنا كل هذه الأمراض. وقبل أن يعترض أحد على ( تطفلي) ودس أنفي في شؤون الكرة والكرويين، على اعتبار أن ميدان الشعر والفن والمقالة السياسية لا يمر على الشأن الكروي إلا مرور الكرام.. دعوني أقول: إني لست متطفلاً على الرياضة، فأنا رياضي من الطفولة، وقد لعبت الكرة في صباي وشبابي، حتى مثلت نادي السكك - الذي سيحمل اسم نادي الزوراء لاحقاً- كما لعبت لفترة قصيرة جداً مع منتخب شباب العراق، وزاملت كبار لاعبي الكرة العراقيين، فضلاً عن عشرات إن لم أقل مئات المقالات والتحقيقات والمقابلات الرياضية التي كتبتها في حياتي الصحفية، ناهيك من متابعاتي ومشاهداتي الكروية سواء في الحضور الميداني الشخصي، أو عبر شاشات التلفاز، لآلاف المباريات المحلية والعالمية المهمة. إضافة إلى كوني مواطناً له الحق في إبداء رأيه بحرية كأي مواطن عراقي آخر . وبناءً على كل ذلك أقول لمدرب منتخبنا الكروي السيد غراهام آرنولد إن التشكيلة التي لعبت بها في الشوط الأول من مباراتنا أمام إندونيسيا هي برأيي أسوأ تشكيلة مثلت منتخب العراق منذ أيام ناصر چكو وحمه بشكه حتى يومنا الحالي.. رغم أني كنت ولم أزل من أشد المعجبين باللاعبين بشار رسن ومهند علي ( ميمي) ، لكن المشكلة أن بشار لعب بلياقة بدنية متواضعة، وفي مركز هو غير مركزه.. أما ميمي فقد بدا ثقيلاً وبطيئاً، وبمستوى أقل من مستواه. وعدا التشكيلة الهزيلة التي ضمت بعض اللاعبين الذين لا يصلحون لارتداء فانيلة منتخب العراق، فآن الطريقة ( الخرنگعية) التي لعبنا بها في دقائق الشوط الأول، كانت نسخة طبق الأصل من طريقة لعب فريق (ناشئة حاتم )، وهي الطريقة المنسوخة من طريقة لعب فريق الحرس الملكي العراقي في أواخر أربعينيات القرن الماضي، والتي كانت تعتمد على ( الشوت والكله، والتوفيق من الله)!! أما بدء اللعب من المناطق الخلفية، والضغط على الخصم من المناطق الأمامية، وتمرير الكرات الأرضية، وتبادل المراكز، واعتماد الخطط الحديثة بالدفاع والهجوم، فهذا أمر لا وجود له قط في ذلك الشوط المشؤوم.. باختصار، فقد لعب فريقنا بلا تكتيك ( ولا خطة ولا مطة ) على گولة الخال جبار رحمه الله. ولعل هزالة مستوانا في الشوط الأول دفع الكثير من الذين تابعوا المباراة عبر شاشات التلفاز إلى مغادرة المباراة، مطبقين المثل الشعبي العراقي: " لا عين التشوف ولا گلب اليحترگ .."! لكن الأمور تغيرت تماماً في الشوط الثاني، حين دخل المباراة عدد من اللاعبين المهاريين يتقدمهم زيدان إقبال ويوسف الأمين، وعلي جاسم.. وبات منتخب العراق في صورة مغايرة، لقد أصبح لاعبونا يتبادلون الكرات على الأرض وكأنهم فريق برشلونة عندما يكون في مزاج طيب، ولم يفسد تلك الصورة سوى اللاعب إبراهيم بايش، الذي ساهم للأسف في إفساد أكثر من هجمة عراقية، سواء عبر احتفاظه غير المبرر بالكرة، أو بتأخير المناولة، أو التصويب الرديء من مناطق بعيدة، غير قادر على التصويب منها. أما (زيد تحسين) فقد ظل بأدائه ( المتهور) عامل قلق لم نهدأ ونسترح منه حتى اللحظة التي أكرمنا فيها الحكم وأخرجه من الملعب.. لقد كنت أتوقع ضربة الجزاء ضد فريقنا في أية لحظة، بسبب خشونة هذا اللاعب العنيف، الذي أشبهه تماماً بمدافع فريق برشلونة ( أراوخو )، فكلاهما يلعبان من اجل التسبب بضربة جزاء أو نيل البطاقة الحمراء ! وكي نفوز على السعودية، وهو أمر سهل برأيي، لأن الفريق السعودي ليس أفضل من فريقنا فنياً ولا فردياً، وحتى لو كان أفضل منا، فهو ربما يكون افضل بقليل فحسب.. وأعتقد بل أجزم أن منتخبنا سيفوز عليه - رغم عامل الأرض والجمهور- إذا ما لعب المدرب بشجاعة هجومية أولاً، ولعب بتشكيلة الشوط الثاني، وأجلس على الدكة بشار وميمي وبايش، أقول هذا الكلام رغم أن هذا الثلاثي من أبناء مدينة الثورة الكادحة، أي من مدينتي التي أحبها، لكن العراق عندي أهم من أي شيء.. وربما لا يعرف البعض من القراء الكرام ان والد بشار ( رسن بنيان) هو صديق عمري، وأن عائلة بشار هي عائلتي الثانية، لكن اسم العراق، وراية العراق أقرب إلى قلبي حتى من عائلتي الأولى.. لذلك أتمنى إشراك إقبال ويوسف وعلي جاسم بدلاً منهم في مباراة السعودية، فهذا الثلاثي الموهوب سيحول اللعب من الشوت (والهوسة ياريمة )، إلى كرة حقيقية.. يتمثل فيها اللعب بالمراوغة، والفنون، والنشاط والكرات العرضية ( الأرضية ) طبعاً، شرط ان يكون خلف هذا الهجوم عدد من اللاعبين المثابرين يتقدمهم كيفن يعقوب، وخلفه الظهير المبدع حسين علي .. وبهذا سندمر دفاع السعودية الضعيف نسبياً، وسنحرز أكثر من هدف في مرماه، على ان يتخلى المدرب عن خوفه ولا أقول " جبنه" لأن في هذا التوصيف إهانة لإنسان محترم، ليس بيني وبينه خلاف لا سمح الله .. ختاماً أتمنى على المدرب أن لا يشرك هداف الفريق ونجمه الأول أيمن حسين، ليس لأن لياقته غيرمكتملة فحسب ، إنما لأن منتخبنا بوجود ايمن سيعود إلى سابق عهده، أي إلى طريقة لعب فريق (ناشئة حاتم)، المتضمنة تحويل عشرات الكرات العالية نحو منطقة جزاء الخصم على أمل أن يصطاد أيمن واحدة برأسه، وإذا تعذر عليه ذلك، فسنحزم حقائبنا نحو مطار بغداد، وليس إلى مطارات امريكا وكندا والمكسيك ..
*
اضافة التعليق
عبد الحليم حافظ وعبد الجبار الدراجي و(المرشحون الخردة) !!
رايح يا رايح وين ياسامي مسيعيده ؟!
من رئيس العرفاء مچيسر چاسب الى رئيس الوزراء محمد شياع ..!
غاب ( السيد ) فغاب ( الواهس) عن الثوار ..
الحركات الاجتماعية ترسم خرائط العدالة بفعل التضامن
انعل أبو التسقيط لابو الجابه ..!