بغداد- العراق اليوم: أمضى اكثر من اربعة اشهر في منصبه الوزاري، ولم يتسلم أي عراقي مفردة من مفردات البطاقة التموينية، بل لم يحصل أي عراقي على قوته البسيط الذي توفره وزارته من خلال مخصصات مليارية، ولكن الصمت سيد الموقف، فلا نرى صفحات تهاجم هذا الوزير وتصفه بالفاشل، ولم نلحظ لافتات تقصده بالإسم في ساحات الأحتجاج، ولا نائب تذكره مجرد تذكر، كما لم نسمع أي نقد سياسي او غير سياسي لادائه، مع ان هذا الوزير، وإسمه (علاء الجبوري) مرشح رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لوزارة التجارة، لا ينتظم بعمله على رأس عمله، فيما يعيش اكثر من عشرين مليون عراقي تحت ظروف قاسية، حيث الجوع يفتك بهم، ونقص المؤنة والغذاء، وهم بالأصل ممن كانوا يعتاشون على المفردات الشحيحة التي توزعها وزارة التجارة، الا أن انقطاعها الآن بهذه الكيفية، فاقم الأوضاع، وزاد من حدة الفقر والفاقة التي تعيشها مدن محرومة في وسط وجنوب العراق، كما الرميثة التي يتغنى رئيس الوزراء بفقرها وفاقتها كلما تحدث عن الأوضاع الأقتصادية!. إن هذا الوزير كما تقول الانباء، يتكئ على دعم وإسناد السيد الحلبوسي، ولا يعير أي اهتمام لما مكلف به، فهو يعرف انه ممثل سياسي واقتصادي لرئيس مجلس النواب، وسيكون مصاناً من أي مساءلة نيابية، إذ سيقوم السيد الحلبوسي بمهارته، بأبعادها عنه، كما فعل مع وزرائه في كابينة عادل عبد المهدي المستقيلة، حين ابعدهم عن الاستجواب والمساءلة، فنفذوا بما حملوه من أموال طائلة!. واذا عرفنا الأسناد والدعم الذي يحظى به هذا الوزير سياسياً، فأننا أمام تساؤل عن سبب الصمت المطبق الذي يسود اجواء التواصل الاجتماعي، والصفحات الممولة التي تناصب الوزراء (الآخرين) العداء والنقد، وتبحث عن كل شاردة وواردة كي تتصفهم بالفشل والفساد، فيما تغض النظر عن إستقطاع قوت ملايين العراقيين من قبل وزير "حلبوسي" كهذا الوزير الذي يلوذ هو ووزاته بصمت غريب!. أن تضييع حقوق الفقراء، وسلب قوتهم جريمة، والجريمة الأكبر هي الصمت المريب عنها، فهل يعقل ان يكيل الناشطون والمدونون بمكيالين، فكل صغيرة عند وزير (شيعي) كبيرة لا تغتفر، والكبائر عند غيرهم لا تنظر حتى مع المكبرات المركزة التي يضعونها لمراقبة اقرانهم؟.
*
اضافة التعليق