بغداد- العراق اليوم:
يبدو أن عقدة مدير الاستخبارات العسكرية الفريق الركن سعد العلاق لا تزال تؤرق وزير الدفاع جمعة عناد الذي لا يريد أن تمر فترة استيزاره دون أن يصفي فيها الخصومات الشخصية مع ضباط وزارته الذين كشفوا في وقت مضى بعضاً من تاريخه الشخصي أو العائلي، خصوصاً تورط شقيقه في تنظيمات داعش المجرمة، لذا فأنه ناصب مدير الاستخبارات العسكرية العداء؛ فمنذ أن استلم منصبه الوزاري حتى بادر بإعفاء مدير الإستخبارات من موقعه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فمعركة الرجل لم تتوقف مع من يظنهم خصومه من ضباط الوزارة المخلصين، فكانت حملات التدوير والنقل مستمرة دون مبرر أو حتى جدوى. ولم يكتف الوزير عناد بكل هذا، إنما راح يلغي ويفكك المناصب والمواقع، ويستحدث اخرى، ويقوم بتدوير غيرها، حتى وصل حداً بات يمس فيه التوازن الوطني القائم في هذه المؤسسة الحساسة دون موجبات كافية أو ذريعة قانونية.
ما قام به الوزير مؤخرا من عملية تفكيك لجامعة الدفاع للدراسات العسكرية هو محاولة واضحة ومقصودة لتجريد رئيسها من مهامه، واستحداث أكاديمية عسكرية، وهو تشكيل جديد ليس له سند قانوني كما يبدو، فهو مفصل على مقاس ضابط آخر من أبناء المكون السني، وقد يريد منه الوزير أحداث نوع من الهيمنة على قرار الوزارة، وتفكيك مؤسساتها المهنية التي تعمل بشكل محترف. ان إدخال الميول والأغراض والنوايا السياسية أو الشخصية في العمل العسكري مضر جدا، ولا سيما في فترة حرجة جدا ينبغي أن تستثمر طاقات الوزارة لأحداث بنية قوية ومنسجمة، وهذا يتطلب أيضا أن يكون الأمر برمته باطلاع القيادة العامة للقوات المسلحة ولا ان يترك الأمر لتصفية الحسابات وغيرها من الإجراءات المزاجية.
*
اضافة التعليق