بغداد- العراق اليوم:
تحدثنا في حلقة سابقة عن وجود رجال اكفاء في حكومة الكاظمي الانتقالية، وقد ذكرنا بالأسم منهم وزير الداخلية الفريق الركن عثمان الغانمي، وأذ نواصل التقاط هذه الألتماعات في وزارة العراق السابعة بعد 2003، فأن المنصف لن يتجاوز وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نبيل عبد الصاحب، ذلك الرجل الاكاديمي، والخبير في شؤون وشجون التعليم العالي واروقته، رجل افنى سني عمره متنقلاً بين الجامعات، للبحث والدراسة، وبعدها للإدارة والأشراف والتقويم والبناء الاداري والمعرفي. وهو يحتفظ بسيرة عطرة وحافلة بالمنجزات الحقيقية، وليست الوهمية، وحين نكتب عن الرجل، ونشهد له وبعلميته وجدارته، دون سابق معرفة شخصية، أو لقاء، أو أي حافز معين، غير الضمير الوطني اليقظ، فلإننا ندرك إن الإنصاف سمة الرجال الصادقين، وإن الموضوعية منارة عالية يهتدي بها الباحثون عن الحق والحقيقة، ولذا فأن الأشادة بهذا الاختيار سيعطي الجميع دليلاً اضافياً على أن الاختيارات المتكافئة، والخيارات الصائبة تلقى دعماً وترحيباً من الجميع، سواء من كان مؤيداً للحكومة أو معارضاً لها، إذ ليس من الإنصاف ان تنتقد الفاسد، او تشير الى قليل الخبرة، أو المسؤول الطائفي او لغيرهم ممن سمحت لهم ارتباكات الوضع الراهن ان يتسللوا الى مواقع الصدارة، دون أن يشار بإصبع كبير الى الوزير الكفوء الجدير القدير الذي وصل موقعه عبر الاستحقاق الشخصي والموهبة، وسنوات الجهد والعطاء المهني.
نعم، فسيرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نبيل عبد الصاحب، تقول أن الرجل ثروة وطنية وكفاءة مخلصة، تدرج من أسفل الهرم الوظيفي، الى أن وصل الى مرتبة الوزير، ووضع جهده وعمله الرصين في خدمة التعليم العالي، لم يتأخر قطعاً حين يكلف بمهمة حاسمة، لذلك عمل كرجل إنقاذ حين كانت بعض الجامعات الحكومية تهوى بسبب التقاطعات والصراعات الحزبية والفئوية والشخصية التي تسللت اليها للأسف، فذهب لها متسلحاً بقدرته الإدارية ورصانته العلمية، حتى أستقامت الأمور واعيدت الأوضاع الى نصابها. ومع حمل هذا الوزير الكفوء لحقيبة التعليم العالي والبحث العلمي، تكون الأمانة قد وضعت بيد أمينة، ويكون الرجل الذي خطط وادار مواقع التخطيط والادارة العلمية على رأس الهرم الأعلى، قائداً جامعياً مهماً، وها هو الآن يرمم بيده بعض التهدمات غير اللائقة في التعليم العالي والبحث العلمي، ويرأب التصدع الذي اوجدته سنوات الفراغ والانشغال بما هو ذاتي بعيداً عن الارتقاء بالواقع الاكاديمي في العراق. إن هذا الاختيار من الكاظمي، وهذا الخيار الناجح، نسجله علامة مضيئة في سجل هذه الحكومة التي يراد لها ان تنقل البلاد من واقع الى أخر، وأن تكون فاصلة بين زمنين، وأن لا تتأخر الوزارة في انجاز ما عليها من خطط عمل طموحة يحملها الوزير عبد الصاحب، ونتمنى ان يجد الفسحة والمجال الكافي لاستكمال مشروعه التطويري، وقبل مشروع تفكيك الدوائر والكيانات الموازية التي بنيت من قبل المحازبين واصحاب المنافع والامتيازات، وأن يعيد للاكاديمية العراقية ثقلها ووزنها، ورونقها، وهيبتها، فتصبح الجامعة العراقية موقعاً للقيادة والتخطيط والاشراف والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والقيادة السليمة القائمة على العلم والمعرفة.. وللحديث صلة عن وزير كفوء آخر ..
*
اضافة التعليق