بغداد- العراق اليوم: توقع موقع “غلوبال فيلاج سبايس” الأمريكي نشوب صراعا عنيفا بين بين العراق وتركيا بشان مياه الشرب، مبينة ان السنوات المقبلة ستشهد حروبا عدة للسيطرة على مياه العذبة بدلا عن النفط. وقال الموقع، في تقرير، إن شح المياه الصالحة للشرب ينذر بظهور موجة جديدة من الصراعات العالمية المستقبلية، التي ستسعى من خلالها دول العالم لاحتلال خزانات المياه المتاحة في العالم. يمثل الماء عنصرا لا غنى عنه للحفاظ على الوجود البشري، وبالتالي، فإن ندرته تعرض الجنس البشري للخطر. وذكر الموقع أن نهر دجلة والفرات منطقة أخرى قد تشهد صراعات مائية. في السنوات الأخيرة، بنى الأتراك سدودا تتحكم في تدفق المياه إلى العراق وسوريا. وإذا استمرت تركيا في الحصول على المزيد من المياه أو أدى الجفاف إلى تقليل تدفق النهر بشكل أكبر، فقد تصبح البلدان التي تعاني من شح المياه في اتجاه مجرى النهر حانقة على تركيا. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى نشوب صراع عنيف. وتسبب الارتفاع الصاروخي في عدد السكان والنمو الصناعي السريع والتغير الجذري في المناخ العالمي في نقص المخزون العالمي من المياه، وقد أدت هذه الندرة بالذات إلى اندلاع صراع بين القوى العالمية للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الموارد المائية في العالم. وأوضح الموقع أن الصراع على المياه يمثل معركة من أجل البقاء ومسألة حياة أو موت بالنسبة للقوى العالمية. وبما أنهم يدركون قيمته، أطلق العالم على الماء لقب “الذهب الأزرق” و”نفط القرن الحادي والعشرين”. ووفقا لبعض الخبراء، سيحل “الذهب الأزرق” في القرن الحادي والعشرين محل “الذهب الأسود”، أي النفط. وبما أن العالم قد شهد حروبا شرسة على النفط، فمن المحتمل الآن أن يشهد جولة أخرى من الحروب على المياه. أشار الموقع إلى أن استهلاك المياه في العالم قد تضاعف ثلاث مرات خلال الخمسين سنة الماضية، كما أفاد البنك الدولي بأن 80 دولة تعاني الآن من نقص في المياه ويعيش أكثر من 2.8 مليار شخص في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 3.9 مليار ليشمل أكثر من نصف سكان العالم بحلول سنة 2030. على الصعيد الدولي، يعاني نصف المرضى في المستشفيات من أمراض مرتبطة بالمياه. والأكثر إثارة للدهشة هو أن حوالي 80 بالمئة من الأمراض في البلدان النامية مرتبطة بتلوث مصادر المياه. وتقول منظمة الشراكة العالمية للمياه إن 2.5 بالمئة فقذ من الحجم الإجمالي للمياه على الأرض صالح للشرب، 0.3 بالمئة منها في الأنهار والبحيرات. وتتوقع ناشيونال جيوغرافيك أنه بحلول سنة 2025، سيعيش حوالي 66 بالمئة من سكان العالم في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه نتيجة الاستخدام المفرط للمياه وتغير المناخ. وأضاف الموقع أن الاستغلال التجاري السريع للمياه وما تلاه من ظهور عمالقة المياه أدى إلى تفاقم المشكلة، حيث يمكن لعدد من الشركات الخاصة أن يتحكم قريبا في جزء كبير من المياه في العالم. أكد الموقع أن خصخصة المياه تطبق حتى الآن بشكل خاص في البلدان الأفقر، حيث يستخدم البنك الدولي نفوذه المالي لإجبار الحكومات على خصخصة مرافق المياه مقابل القروض. ونقلا عن الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، لم يكن التوسع الهائل لهذه الشركات ممكنا دون تدخل البنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى، على غرار صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الآسيوي والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية. وفي بلدان مثل جنوب إفريقيا والأرجنتين والفلبين وإندونيسيا، حث البنك الدولي قادة هذه البلدان على “إضفاء الطابع التجاري” على مرافق المياه الخاصة بهم كجزء من سياسة البنك الشاملة للخصخصة واقتصاديات السوق الحرة. بالنظر إلى التوتر القائم بين الهند وباكستان، حذر الموقع من أن الذوبان السريع للأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا سيؤدي إلى خفض تدفق الأنهار الضخمة مثل نهر السند ونهر الغانج ونهر براهمابوترا، مما يجعل شبه القارة الهندية واحدة من أكثر المناطق المعرضة للجفاف. ومن المتوقع أن تتسبب محاولات السيطرة على المياه المتبقية في نهر السند إلى إشعال نيران الحرب حول كشمير، حيث يتدفق النهر بشكل أكثر قوة. من جهتها، تعتمد باكستان بشكل كبير على تدفق نهر السند في الزراعة وإمدادات المياه العذبة. وبالتالي، فإن أي محاولة من جانب الهند للاستحواذ على مياه نهر السند أو العبث بتدفقها السلس ستقابل بمقاومة كبيرة من جارتها المسلحة نوويا باكستان.
*
اضافة التعليق