بغداد- العراق اليوم: ما أن أعلن عن وفاة وزير دفاع النظام الصدامي البائد، المدان سلطان هاشم احمد، حتى ضجت وسائل الاعلام البعثية أو تلك المعادية للنهج الوطني، ووسائط التواصل الاجتماعي الفيسبوك تويتر وغيرها؛ ببرقيات نعي وتمجيد لهذا المجرم الذي نفق في سجن الناصرية المركزي، بعد أن كان يقضي عقوبات جنائية مداناً من المحكمة الجنائية العراقية المنحلة؛ والتي ادانته بأحكام إعدام لثلاث مرات بتهمة إبادة الشيعة والإكراد في حملات الأنفال وقمع الانتفاضة الشعبية عام ١٩٩١ في مدن وسط وجنوب العراق. وبحسب الأحكام الصادرة من جهة قضائية مستقلة، فإن سلطان أدين بادارة وتنفيذ حملات الأنفال سيئة الصيت التي ذهب فيها قرابة ١٨٢ الف مواطن كردي ودمرت حوالي ٨ قربة وقصبة كردية. كما ادين باشتراكه الفعلي في قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية والتي أدت إلى مقتل قرابة الخمسة آلاف مواطن كردي، وتسببت أيضاً بأمراض فتاكة لعشرات الآلاف من المواطنين. هاشم ادانته هيئة قضائية أخرى بارتكاب جرائم إبادة جماعية في مدن وسط وجنوب العراق التي انتفضت على النظام البائد وأسقطت ١٤ محافظة، وتم قمعها بعد توقيعه على اتفاقية مخيم سفوان الشهيرة التي وقع خلالها نظام صدام على شروط الولايات المتحدة والتحالف الدولي بنزع سيادة العراق على أراضيه، والسماح للقوات الأجنبية ممارسة نشاط عسكري في العراق وغيرها من الشروط التي اعتبرت مذلة ولم يسبق لأي نظام مهزوم توقيع مثلها سوى ما فعله امبراطور اليابان الذي وقع اتفاق الاستسلام عقب خسارة الحرب العالمية الثانية. البعض ممن علقوا على نبأ وفاة هذا المجرم في السجن، قالوا ان " هذا الرجل يستحق الاعدام لسجله غير الشريف في قمع الشعب العراقي والإجهاز على حركات التحرر الشعبية ارضاءً للحاكم الدكتاتور صدام حسين. فيما علق قانونيون عراقيون على هذا التمجيد والرثاء غير المسبوق الذي تقوم به جهات مجهولة وينساق خلفها البعض من الهمج الرعاع وقليلي الوعي، بأن تمجيد قاتل ومدان من جهة مأذونة بالقضاء من قبل الشعب ووفقا للقانون يعد جريمة واضحة، ولاسيما أن قانون حظر حزب البعث النافذ قد عدً هذه الممارسات جرائم يحاسب عليها. فيما انتقد نواب هذا التمجيد لرؤوس الجريمة الصدامية مؤكدين أن هذه الأفعال ضمن مخطط واضح يستهدف ذاكرة الشعب العراقي ويريد تبييض صفحة النظام المجرم.
*
اضافة التعليق