بغداد- العراق اليوم:
أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي: " أن الفريق العراقي المفاوض سيكون دون درجة الوزير، ويتكون من 21 مفاوضاً في اختصاصات السياسة والعلاقات الدولية والعسكرية والمالية، وسيضم ممثلين عن وزارات مختلفة من بينها النفط والدفاع والداخلية والمالية والتعليم والصناعة والتجارة والثقافة وغيرها من الوزارات المعنية، فضلاً عن البنك المركزي وممثل عن القيادة العامة للقوات المسلحة".
وكشف الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، في تغريدة، أن "خمسة أسماء ضمن الوفد العراقي هي: عبد الكريم هاشم وحارث حسن ولقمان الفيلي وفريد ياسين وحامد خلف، وأن الحوار عبر دائرة متلفزة مغلقة".
أما وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين فقد صرّح خلال لقائه مع السفير الأميركي لدى بغداد ماثيو تولر، أن هذه الجولة من الحوار محطة مهمة من شأنها تأطير الأولويات لدى بغداد وواشنطن"، مُشدّداً على ضرورة الاستمرار بالتطوير الإيجابي لمختلف أوجه التعاون الثنائيّ المُتميّز".
لكن وزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري، إعتبر أن "وفد التفاوض الأميركي أقوى وأكثر خبرة بكثير من نظيره العراقي"، وطالب بـ"معالجة هذا التفاوت والخلل من خلال فريق متكافئ يعيّن لهذه المفاوضات المهمة".
انعاش اتفاقية الإطار الاستراتيجي
من جانبه، قال إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي، إن "تصريحات بعض قادة الفصائل المسلحة ليست جديدة، وهي جزء من الضغوط التي تمارسها في محاولة لإظهار القوة والقدرة على إرباك المشهد السياسي والأمني." وأضاف أن "المادة 80 من الدستور العراقي لا تتيح لأي جهة مهما كانت سواء القضائية والتشريعية أو أية جهة سياسية، الإملاء على الحكومة في ما يتعلق بالحوار المرتقب".
وأشار إلى أن "غاية الحوار انعاش اتفاقية الإطار الاستراتيجي، لكن واشنطن ستركز على الجانب الأمني، خصوصاً ما يرتبط بالوجود العسكري لقواتها"، مبيناً أن "هذا الأمر استفز الفصائل المسلحة". ولفت إلى أنه "في النصف الأول من عام 2018 كانت هناك رغبة أميركية بتفعيل الاتفاقية، لكن المعادلة تغيّرت في فترة عبد المهدي". وختم قائلاً إن "واشنطن تنظر إلى الحكومة الجديدة على أنها أقرب للقرار العراقي من الخضوع الخارجي، ما قد يحفز تفعيل الجوانب الاقتصادية وغيرها في الاتفاقية كجزء من عملية الدعم وتحييد إيران.
وفي ذات السياق، رأى الباحث في الشؤون الاستراتيجية أحمد الشريفي أن "تهديد قادة بعض الفصائل لا يرتكز على الدعم الإيراني، لأن طهران لا تدعم التصعيد في هذه المرحلة"، مبيناً أن "غاية تلك التهديدات هي الوصول إلى تمثيل داخل الوفد المفاوض لا أكثر". وأضاف ان "تلك الجماعات اعتادت التصعيد للحصول على مكاسب، إلا أن استخدام القوة غير متاح بالنسبة لها الآن".
وأشار إلى أن "واشنطن ذاهبة باتجاه أن يكون العراق حليفاً استراتيجياً ومجالاً حيوياً لها لا يقبل شريكاً معترضاً."
أما الكاتب والإعلامي فلاح الذهبي فقال، إن "الفصائل الموالية لإيران باتت تشعر بعزلة بعد تخلي طهران عنها وعزم أميركا على إنهاء وجودها"، مبيناً أن "تلك القوى تحاول الحصول على تسويات من خلال هذا التصعيد في الخطاب". ورجح أن يوقع الكاظمي مع الأميركيين على التدريب والبقاء، وواشنطن لن تسمح بخروج قواتها. وأضاف قائلاً "، "النقطة الأساسية للحوار ترتكز على بقاء القوات الأميركية في قواعدها وإشرافها على عمليات التدريب"، مردفاً "الحكومة العراقية بحاجة لهذا الغطاء لأن قواتها الأمنية تفتقر للغطاء الجوي والجانب الاستخباراتي، ووجود هذه القوات جزء من أمن البلاد". وأشار إلى أن "أميركا ستبني بقية مواقفها بما يتعلق بالدعم الاقتصادي والثقافي انطلاقاً من الاتفاق على بقاء قواتها في العراق".
*
اضافة التعليق