بغداد- العراق اليوم: تفسير لقطات الرئيس
د. فاتح عبدالسلام
لقطات أثارت التعليقات وعلامات الاستفهام تلك التي ظهر فيها الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع مرافقيه ومساعديه وأفراد حرسه في البيت الابيض، وهم يمشون سيراً على اقدامهم الى كنيسة مجاورة لتفقدها بعد أن نالتها أيدي العبث في الاحتجاجات العنيفة التي تندلع منذ أيام رداً على قتل شرطي رجلاً أسود. وسبب العجب هو انّ أيّاً منهم لم يكن مرتدياً الكمامات ولا يراعي مسافة التباعد الاجتماعي، وكأنّ الوضع عادي جداً، ولم يحصد فيروس كورونا المستجد اكثر من مائة ألف ضحية في الولايات المتحدة وحدها .
تلك اللقطات أعطت الانطباع في انّ الظهور أمام الكاميرات في اللقطات المباشرة السابقة كان ذا دلالة اعلامية ورسالة في التعبئة ضد الفيروس ليس أكثر .
من جهة اخرى جعلت تلك اللقطات العادية الواضحة والبعيدة نسبياً عن الكاميرا الناس تفكر في انّ هذا التحرر من الاجراءات الاحترازية قد يمارسه جميع الزعماء الكبار حين لا يكونون عن قصد امام الكاميرات أو يظنون انهم بعيدون عنها، وتلك رسالة توحي باحتمالين .
الاول هو انّ اجراءات فك الاغلاق جادة وجارية بقوة على قدم وساق برغم من الوضع المأساوي المستمر للجائحة، ولكن هذا الاحتمال لايبرره التحلل الكامل من الاحترازات والاجراءات الوقائية كما هو مطلوب ومعلن.
والاحتمال الثاني هو انّ التدابير موجودة من علاج أو لقاح يصل الى مكان دون سواه من العالم ، وتلك هي ابرز العلامات في ما تسمى نظرية المؤامرة وما تفرع عنها من تصريحات واحاديث وفيديوهات لأطباء وعلماء وأناس عاديين طوال ثلاثة أشهر مما استدعى مواقع التواصل الاجتماعي لملاحقتهم وحذف ما ينتجونه من اخبار عُدت زائفة .
لكن هناك مَن يأتي ويقول انّ السرعة والاضطراب والقلق والرغبة للتصدي لحدث أخطر على الهيبة الامنية والاجتماعية الامريكية هو ما جعل الرئيس الامريكي ومساعديه يظهرون من دون استعدادات تقليدية تخص الفيروس، تحت ضغط التفكير بتداعيات مقتل الرجل الاسود والجموع الغاضبة التي لا ينفع معها لقاح جاهز أو غير جاهز ، في حين انّ الفيروس يتجه للانحسار وانّ تباشير السيطرة عليه قوية في العالم .
لقطات قصيرة تعطي تأويلات عدة لا يمكن للمراقب أن يتجاهلها ويظل يبحث عن تفسير لها ..
*
اضافة التعليق