بغداد- العراق اليوم: معركة الوجود الاخيرة بقلم / الفريق الركن احمد الساعدي
بعد ان تم اعلان النصر على داعش، وتم تحرير جميع المناطق من قبل قواتنا الباسلة بمشاركة الحشد الشعبي الميمون، وكذلك مساندة قوات التحالف والدول الصديقة المجاورة، حيث ساهم الجميع معنا فكل قوة لها دورها، وحققنا استعادة الارض التي استولى عليها عناصر داعش، لكن يبقى هناك سؤال مهم جدا ، هل أن التنظيم انتهى بشكل كامل واندحر بلا رجعة؟ والجواب يوقنه الجميع ؛ هو بالتأكيد معاكس تماما لهذا الأمر ، فهناك بعض الجيوب والعناصر الإرهابية التي اتخذت من بعض المناطق ملاذات آمنة لها، لكون العمليات العسكرية ركزت على المدن الرئيسية وبعض القصبات ذات التاثير على سير العمليات، ولهذا فاننا نسمع ونشاهد بين حين وآخر، قيام تنظيم داعش ببعض الهجمات الارهابية التي باتت مؤثرة تستهدف بعض النقاط العسكرية والحشد الشعبي والقريبة من جحورهم، ولهذا ينبغي على القيادة العسكرية العليا بضرورة القيام بعمليات تعرضية واسعة وشاملة تعتمد على استخبارات دقيقة وطيران استطلاع واسناد قريب ، مركزة على ماتبقى من المناطق غير المحررة والتي يحتمل تواجد التنظيمات الإرهابية فيها ، ولقد اصبح واضحا للجميع اماكن تواجد العدو وخصوصا المحور (المحاذي لنهر دجلة بضفتيه ابتداءً من مدينة الطارمية وصولاً الى القيارة والشرقاط - قاطع جنوب كركوك حتى حوض العظيم، إضافة الى سلسلتي جبال حمرين ومكحول ) فتلك المناطق باتت تؤمن مأوى مهم ومعسكرات لتنظيم داعش، ازداد نشاطها في الآونة الأخيرة خصوصا مع مايجري في ظروف الحرب ضده في سوريا ، لوجود البساتين على ضفتي النهر ناهيك عن وجود الجزر الوسطية بداخل النهر، مع تطهير شامل الى سلسلتي مكحول وحمرين وانهاء التنظيم الداعشي، لربما المحور المذكور طويل نوعا ما ويحتاج الى تخطيط بخطة جزئية تقسم على شكل مراحل، نعم اننا ندرك الوضع الحالي والظروف التي تلقي بضلالها من وباء كورونا اوكفيد ١٩ ، الى الظروف الاقتصادية، الى التظاهرات فضلاً عن كون الحكومة مشكلة حديثاً، خاصة بعد انسحاب قوات التحالف وإنقطاع الاسناد والدعم اللوجستي، ولكن هذا لايعفينا عن مهمتنا القادرين عليها بكل تأكيد ، فالامن هو مفتاح لحل كل الازمات، فكلما تقدمنا بتحقيق الامن والتخلص من التنظيمات الارهابية كلما اصبحت بلادنا اقرب للنهوض بباقي المجالات، ومنها التنمية، ولهذا نقول دائما الامن والتنمية يسيران بخط متوازٍ .. اننا نعتقد ونثق وبشكل مطلق بالنصر الثابت للشعب العراقي ويجب ان ينتهي الارهاب وعصابات داعش وكذلك المافيات الاجرامية بعموم البلاد لكي يعيش العراق وشعبه بسلام وازدهار ، ولا يتحقق هذا الأمر إلا عندما يكون لدينا جيش قوي مدعوم ومسند من الشعب، فالشعب هو العمق الحقيقي للجيش. لهذا نقول ان الوقت مهم جدا والحاجة الملحة الى عمليات عسكرية عاجلة مخطط لها بشكل سليم ومدروس، تنهي الوجود الإرهابي و الاخوة القادة العسكريون يدركون معارك الاستنزاف، ويعلمون إنها مكلفه جدا خصوصا ان الظروف المناخية حتى تشرين الثاني من هذا العام مثالية و تساعد القطعات العسكرية على تنفيذ المعركة الاخيرة مع داعش ..
*
اضافة التعليق